بلدي نيوز – أحمد عبد الحق
خرجت الدفعة الأخيرة من أبناء مدينة داريا بريف دمشق بعد ظهر اليوم السبت، باتجاه العاصمة دمشق ومحافظة إدلب في الشمال السوري، لتنتهي بذلك أسطورة أربع سنوات من المقاومة والتصدي لآلة الدمار التي سلطها نظام الأسد و إيران على المدينة.
وأفادت مصادر ميدانية لشبكة بلدي أن الدفعة الأخيرة من المدنيين والثوار ، خرجت بعد ظهر اليوم من المدينة، سبقها خروج 34 حافلة صباحاً و10 حافلات أمس الجمعة.
ويقضي الاتفاق بخروج أكثر من 8 آلاف من المدنيين والثوار من المدينة، باتجاه منطقتي الكسوة وقدسيا بريف دمشق، والوجهة الثانية نحو محافظة إدلب في الشمال السوري.
8 آلاف مدني أخرجوا من منازلهم مرغمين بعد أن ضاقت بهم الأرض وتكالبت عليهم كل قوى الشر، والتي لم تترك نوعاً من السلاح إلا واستخدمه في قتلهم وتدمير مدينتهم التي صمدت لأربع سنوات، عانت فيها مرارة الجوع والحصار والقتل والتدمير، ليخرج أهلها اليوم تاركين ورائهم قبور شهدائهم، وآثار الدمار التي لا يمكن أن يمحوها الزمن، تشهد على إجرام نظام الأسد وحلفائه، وجرائمهم بحق الشعب السوري الثائر.
وكانت بالأمس وصلت الدفعة الاولى من أبناء مدينة داريا وعددهم أكثر من 280 شخصاً، من ضمنهم أطفال ونساء إلى محافظة إدلب، قامت الجمعيات الإنسانية بتجهيز مساكن معدة مسبقاً لهم، وتغطية مستلزماتهم، تمهيداً لنقلهم إلى مساكن ضمن المدن والبلدات في المحافظة، إضافة لمئات العائلات التي خرجت باتجاه منطقة الكسوة وقدسيا بريف دمشق.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة داريا بريف دمشق الغربي تعرضت لأعنف حملة عسكرية من قبل قوات النظام، التي استهدفت المدينة خلالها بعشرات الألاف من البراميل والقذائف الصاروخية، مع استمرار الحملات العسكرية على جبهات المدينة الغربية والجنوبية، والتي مكنت قوات النظام بعد أربع سنوات من خنق المدينة وفصلها عن معضمية الشام، إضافة للسيطرة على خزانها الزراعي مؤخراً، ليغدو أكثر من 8 ألاف مدني محاصرين تحت النار لا يجدون ما يسد رمقهم، و لتبداً بعدها حملة غير مسبوقة لحرق المدينة بالنابالم.