بلدي نيوز - (مصعب الياسين)
نعت صباح اليوم الأربعاء 21 يونيو/جزيران مواقع وقنوات رسمية تابعة لنظام الأسد المدعو "علي دوبا" رئيس شعبة المخابرات العسكرية الأسبق والحامل في سجله مئات الجرائم والانتهاكات ضد السوريين.
ينحدر العماد "علي دوبا" من قرية قرفيص بريف اللاذقية، التحق بالجيش السوري في خمسينيات القرن الماضي وشغل منصب الملحق العسكري في السفارة السورية في بريطانيا بين عامي 1964 و1966، وفي بلغاريا بين عامي 1967 و1968.
عاد "دوبا" إلى سوريا وأصبح رئيس المخابرات العسكرية في اللاذقية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970، عيّن رئيساً لجهاز المخابرات العسكرية في مدينة دمشق، حيث دعم انقلاب حافظ الأسد.
وكمكافأة له عينه حافظ الأسد نائباً لرئيس المخابرات العسكرية العامة قبل أن يقودها في العام 1974، إضافة إلى منصبه نائباً لرئيس هيئة الأركان ويستمر فيهما لحين إحالته إلى التقاعد عام 2000 وكان أحد أهم اركان توريث بشار الأسد للحكم.
ويُعرف عن "دوبا" أنه كان ذراع حافظ الأسد والذي استعمله وغلبه على شقيقه جزار حماة رفعت الأسد، والذي سانده "دوبا" بمجزرة حماة الكبرى، وما لبث بعدها أن انقلب عليه بأوامر من حافظ الأسد حينها، بحسب شهادات لعسكريين نٌشرت على صحف أجنبية.
وبحكم إدارته الطويلة للمخابرات العسكرية كان "دوبا" مهندسا ومنفذا وشريكاً للعديد من المجازر التي طالت السوريين في حقبة حافظ الأسد، سيما مجزرة حماة الكبرى والتي قضى فيها أكثر من 40 ألف مدني، ومجزرة سجن تدمر التي خلفت مئات الضحايا في العام 1980بعد مزاعم عن محاولة انقلاب طالت حكم حافظ الأسد.
وكغيره من الضباط المساندين للأسد اقتطع "دوبا" حصة من الأراضي اللبنانية إبان احتلال حافظ الأسد للبنان، حيث تمركز وميليشياته في منطقة البقاع التي عمل بها على زراعة الحشيش والمخدرات وفرض اتاوات على التجارة والزراعة والصناعة هناك في العام 1985.
في العام 2000 تم إقصاء "دوبا" عن رئاسة المخابرات العسكرية من قبل بشار الأسد بعد أن أمضى 30 عاما في خدمة آل الأسد ومنفذا للكثير من المجازر، لتثبيت حكم العصابة.
وفي صيف العام 2022 نعت عائلة "علي دوبا" ابنها الأكبر "محمد" الذي كانت تربطه علاقة متينة بباسل الأسد في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، إلا أن العام 2012 وفي ظل حكم بشار الأسد شهد إشاعة اختطاف لمحمد أبن علي دوبا ليقفل ويغيب اسمه حتى إعلان وفاته، مما اعتبره مراقبون أن "محمد" كان معتقلا في سجن سري لقوات الأسد مستندين على إعلانات النعي المتتالية لمحمد علي دوبا.
وذكرت ورقة النعوة الأولى أن العائلة تقبل التعازي في منزلها بريف اللاذقية أو على الهاتف، في حين ذكرت النعوة الثانية والتي جاءت بعد 4 ساعات أن التعازي تُقبل في صالة عزاء بقرية قرفيص، مما يؤكد أن العائلة لم يكن لها الخيار بإقامة العزاء.
وبموت المجرم "علي دوبا" يرى السوريون أن العدالة لاتزال غائبة عن إنصاف الضحايا، حيث عجزت كل محاكم العالم عن محاكمة أي من مجرمي النظام على جرائمهم بحق السوريين لسنوات طوال امتلأت بالدم والآهات التي لازال ذوو الضحايا يسمعونها ويعيشون معها.