بلدي
بلدي
كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" أن الضابط السابق في جيش النظام المخلوع، غياث دلة، تقدّم بطلب دعم مالي ضخم من السلطات الإيرانية بهدف إعادة تشكيل ميليشيا موالية لطهران داخل سوريا، وإنشاء جبهة مقاومة موجهة ضد إسرائيل، بالتوازي مع تصاعد التوترات في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية سورية، بينها ضابط سابق في النظام المخلوع، أن دلة قدّم مقترحه لطهران خلال الأيام الماضية، وطالب بتمويل بمئات ملايين الدولارات لتجنيد مقاتلين من فلول الجيش السابق، وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، إلى جانب مقاومة الحكومة السورية الجديدة.
وأشار مسؤول أمني إلى أن التواصل جرى بشكل مباشر مع الإيرانيين، وليس عبر "حزب الله"، فيما بدأت السلطات السورية بجمع معلومات استخبارية حول التحركات المرتبطة بهذا الملف.
واعتبرت المصادر أن دلة يرى في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل فرصة مناسبة لإحياء نفوذ الطائفة العلوية في سوريا، عبر تشكيل قوة مقاومة بدعم إيراني.
وأوضحت الصحيفة أن العقيد غياث دلة، الذي كان قائداً في "الفرقة 42 المدرعة"، لعب دوراً بارزاً خلال الفترة الأخيرة من حكم النظام المخلوع، من خلال قيادة عمليات إطلاق صواريخ من جنوب سوريا على إسرائيل من مواقع تسيطر عليها ميليشيات تابعة لطهران.
وفي آذار الماضي، قادت مجموعات مسلّحة مرتبطة بدلة هجمات استهدفت مواقع أمنية في مناطق الساحل، ما استدعى إطلاق حملة أمنية من قبل السلطات السورية لتطهير المنطقة من فلول النظام السابق.
وبحسب مصدر علوي بارز تحدّث للصحيفة، يعتمد دلة على شبكة واسعة تضم نحو 100 ألف عنصر من القوات الأمنية السابقة الذين لجؤوا إلى جبال العلويين عقب سقوط النظام في كانون الأول الماضي.
ومع ذلك، يواجه مشروعه مقاومة داخل الطائفة العلوية نفسها، إذ عبّر كثيرون عن رفضهم لدعوات الانضمام إلى مشروعه، مفضلين التأقلم مع الواقع الجديد رغم المخاوف من عمليات تطهير طالت بعض المناطق ذات الغالبية العلوية.
كما أكد المصدر أن دلة ما زال يحتفظ بشبكة عسكرية سرّية تتضمن أسلحة خفيفة وبعض المضادات المحمولة على عربات، رغم الخسائر التي مني بها خلال الأشهر الأخيرة.
من جهة أخرى، أكد مسؤول أمني أن الجنوب السوري ما يزال يحتوي على خلايا نائمة موالية لإيران قابلة لإعادة التفعيل، مشيراً إلى العثور مؤخراً على مستودع صواريخ "غراد" في درعا، ووقوع هجوم صاروخي على الجولان في مطلع حزيران/يونيو، نسب إلى فصيل منشق عن "حزب الله".
ونقل التقرير عن ضابط مخابرات سابق أن غياث دلة يسعى لملء الفراغ الذي خلّفه سقوط بشار الأسد، الذي فر إلى موسكو، مؤكداً أن دلة يُنظر إليه على أنه شخصية متدينة وأقل فساداً من عائلة الأسد، ما يجعله أقرب إلى طهران وأكثر قبولاً في أوساط المؤيدين لها.
وبحسب المصدر، فإن دلة يعتبر أن بقاء الطائفة العلوية يتطلب قطيعة مع الدولة السورية الحالية، وتبني مشروع مقاومة مدعوم من إيران يعيد رسم خريطة النفوذ في البلاد.