بلدي
تشهد الأجواء السورية اضطرابات متزايدة في أعقاب التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل، والذي أدى إلى سقوط طائرات مسيّرة وشظايا صواريخ في ريفي درعا والقنيطرة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية، وأثار حالة من الذعر بين السكان، بحسب مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني.
وأكد عبد الغني أن هذا التصعيد تسبّب بشلل في حركة الطيران المدني، وإغلاق شبه تام للمجال الجوي، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة وتعطيل الرحلات الجوية من وإلى مطار دمشق، فضلاً عن تأثر تدفق المساعدات الإنسانية وزيارات الوفود الدولية، وتعقيد تنقل السوريين في الداخل والخارج.
ووصف الحقوقي السوري الانتهاكات الإيرانية والإسرائيلية المتكررة للمجال الجوي السوري بأنها خرق واضح للسيادة الوطنية، مطالبًا الحكومة السورية بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن استناداً إلى مواد في ميثاق الأمم المتحدة، وعقد جلسة عاجلة في منظمة الطيران المدني الدولي لبحث عسكرة الأجواء السورية واقتراح ممر جوي إنساني محايد.
كما دعا عبد الغني إلى تقديم مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد حياد الأجواء السورية، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية، مشددًا على ضرورة التمسك باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، وعدم السماح باستخدام الأراضي السورية في أي نزاع خارجي.
وأوصى بتوسيع الجهود الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لرصد الانتهاكات الإسرائيلية والإيرانية، وتوثيق الخروقات بحق السيادة السورية، مطالباً بتفعيل الحراك السياسي السوري لمواجهة هذه التهديدات المتصاعدة.
بالتزامن، أعلنت الهيئة العامة للحج والعمرة تغيير وجهة رحلات الحجاج السوريين إلى تركيا بدلاً من دمشق، نتيجة الأوضاع الأمنية، فيما ألغت "الخطوط الجوية السورية" عدة رحلات بين دمشق والشارقة، وغيّرت مسار رحلة من الشارقة إلى دمشق لتصل إلى مطار تبوك، مع تأكيدات على سلامة الركاب.
وكانت هيئة الطيران المدني قد أغلقت المجال الجوي السوري مؤقتاً حتى صباح الأحد 15 حزيران كإجراء احترازي، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية محلية من تفاقم التوتر في الأجواء السورية وانعكاساته على السلم المجتمعي والبنية التحتية الحيوية.