بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
يدرك المتابع للشأن السوري جيداً أن مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية دخلت سجل "غينيس" للأرقام القياسية، كأكثر مدينة سورية تلقت البراميل المتفجرة بعدد تقديري تجاوز تسعة آلاف برميل متفجر وبرميل نابالم، أدت إلى تدمير 70 بالمائة من مبانيها بشكل كلي، فيما نسبة التدمير المتوسط والجزئي بلغت 100%، رغم ذلك لم ينجح الأسد في السيطرة على المدينة عسكرياً.
داريا اليوم تسدل الستار على مشاهد قاسية في قلب كل سوري، فقد كانت النجمة الساطعة للثورة السورية في دمشق وريفها، فكل ما حدث فيها يؤكد التواطؤ الأممي والدولي لصالح الأسد، على حساب الأكثرية الثائرة في سورية.
قائد شهداء الإسلام النقيب (أبو جمال) قال لبلدي نيوز في آخر تصريح قبل الخروج من المدينة "اليوم نحن أمام مشهد وسيناريو حمص القديمة".
وأكد القيادي في الجيش الحر، بأن المدنيين سينقلون إلى الكسوة ودمشق، وأما مقاتلو الجيش الحر فسينقلون إلى محافظة إدلب المحررة.
في حين ذكر مصدر مقرب من مراكز صنع القرار في داريا، بأن وفد النظام هدد الأهالي في المدينة مخيراً إياهم بين "إخلاء المدينة أو الموت تحت ركامها"، بينما اقترح مفاوضو داريا خروج المدنيين وتحييدهم وبقاء الجيش الحر ليلقوا مصيرهم على أرضهم كما اختاروا، فكان رد وفد النظام "سيخرج المدنيون في اليوم الأول ونضعهم في صحنايا تحت سيطرتنا٬ ويخرج المسلحون في اليوم التالي بإشراف الأمم المتحدة، فإذا رفضوا الخروج سنقتل المدنيين جميعا".
فجأة اختفت جميع "التنظيمات المتطرفة الظلامية "من أحاديث وسائل إعلام النظام، وكأنهم نسوا ما كرره وأكده "بشار الجعفري" مراراً وتكراراً أمام مجلس الأمن، بأن داريا هي "تورا بورا" سوريا، وأن تنظيم القاعدة ينتشر فيها بشكل كبير، ما أخرج داريا من "الهدنة" الموقعة دولياً بين الأمريكان والروس.
عملية النقل التي يجريها النظام حالياً أكدت أكاذيب النظام وأزلامه، وأن المدينة لا تحوي أي عنصر من القاعدة، وأن من يقاتل فيها هم أبنائها، لكن عملية النقل تحدث برعاية الأمم المتحدة "الراعي الرسمي" لعمليات التغيير الديموغرافي في سوريا، والتي أعطت الضوء الأخضر للأسد، بغية إحداث تغيير ديمغرافي سكاني في المنطقة، وتحويل دمشق لمستعمرة إيرانية بكل ما تحويه الكلمة من معنى.