بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
إن جملة التفاهمات "التركية-الروسية-الإيرانية" بالتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية وما لحقها من زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني إلى أنقرة ومن ثم إلى طهران تطرح العديد من التساؤلات حول الاتفاقات التي حصلت، ويبدأ تفسير ذلك من خلال دخول الجيش السوري الحر إلى جرابلس وتبديد آمال ميليشيا الـ PYD بتوسيع سيطرتها لتشمل كامل الحدود مع تركيا بهدف إنشاء كيان كردي، وذلك بدعم من الجيش التركي والتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
وأمرت واشنطن ميليشيا الـ PYD بالخروج من منبج باتجاه شرق الفرات، وهددتها بقطع الدعم عنها في حال عدم الامتثال لهذه الأوامر، وذكرت وكالة الأناضول التركية أمس الخميس أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أبلغ نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، أن ميليشيا الـ "PYD" تقوم بالانسحاب إلى شرقي الفرات، لكن فصائل المعارضة السورية نفت حدوث ذلك.
ويحظى إقليم كردستان العراق ورئيسه البرزاني بتوافق إقليمي، وتقيم تركيا مع الإقليم علاقات اقتصادية واسعة، وقالت مصادر متطابقة في المعارضة السورية خلال تصريحات خاصة لـ بلدي نيوز إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مع البرزاني إمكانية أن تقوم قوات البشمركة السورية (تم تدريبها في إقليم كردستان العراق) بملء الفراغ الذي ينشأ عن طرد قوات الـ PYD.
وشهد مساء اليوم الأول من معركة "درع الفرات" مواجهة بين قوات المعارضة السورية وميليشيا الـ "PYD"، والتي كانت ضمن النوايا المبطنة للمعركة، وذلك بعدد محاولة الأخيرة من التقدم نحو قرية العمارنة جنوب جرابلس مستغلّة انسحاب تنظيم الدولة منها.
وأضافت المصادر ذاتها إن أنقرة ستتحرك بشكل فاعل في الملف السوري بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة، كما صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، وذلك بهدف أن يكون لها تأثير كبير في إيجاد الحل السياسي للملف السوري.
وتمنع ميليشيا الـ PYD قوات البشمركة السورية من الدخول إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية، وتتخذ البشمركة من المجلس الوطني الكردي وهو أحد مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمظلة سياسية لها.
وتبدو العلاقة متوترة بين حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف بـ PYD، والمجلس الوطني الكردي في الآونة الأخيرة، وتظاهر المئات في مختلف المناطق الكردية ضد سياسات الـ PYD نتيجة اعتقال الناشطين السياسيين، وكانت ميليشيا الـ PYD قد اعتقلت رئيس المجلس الوطني ابراهيم برو قبل فترة وجيزة ومن ثم نفته إلى خارج مناطق سيطرتها وتحديداً باتجاه إقليم كردستان العراق.
فيما هدد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا، خلال تغريدة له في موقع تويتر بعد بدء الحملة العسكرية للجيش السوري الحر في مدينة جرابلس، وقال: إن "تركيا ستغرق في المستنقع السوري".
ومن جانبه، أوضح نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية في تصريح خاص لبلدي نيوز أن قوات البشمركة السورية المدربة في إقليم كردستان العراق مرحب بها في الأراضي السورية، مضيفاً "أعتقد أن اليوم الذي سوف تقوم فيه بدورها على الأراضي السورية لن يكون بعيداً".
ولفت نيربية إلى أن التنظيمات المتطرفة لن تبقى في سورية ولن يكون لها أي دور في مستقبل سورية.
وقال نيربية إن التحركات التركية الأخيرة تؤسس لمنطقة آمنة في شمال سورية، وهذا ما سيوفر حماية للسكان في تلك المناطق من القصف الذي ينتهجه نظام الأسد وحلفاؤه ضد المدنيين.
وتمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على مساحة بنحو ١٦ كم على الشريط الحدودي، وعمق بنحو 13 كم من مدينة جرابلس باتجاه العمارنة، في اليوم الأول من المعارك التي أطلق عليها "درع الفرات".