بلدي نيوز
قالت مديرة برنامج أبحاث سوريا في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، كارميت فالنسي: "بشكل عام ننظر إلى عودة سوريا الى الجامعة العربية على أنها تحمل في طياتها بعض التأثيرات السلبية لإسرائيل".
وأضافت فالنسي، في مقابلة وكالة الاناضول "الطريقة التي ننظر فيها إلى الأمور هي بشار الأسد، قد مُنح هدية مجانية من دون أن يعطي أي شيء بالمقابل".
واعتبرت أن رأس النظام بعودته للجامعة العربية “حصل على الاعتراف الجديد بمنصبه، وربما حتى بعض التمويل الاقتصادي، بحيث تستثمر الدول العربية مليارات الدولارات في عملية إعادة الإعمار في سوريا، وربما حتى الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عن نظام الأسد"
وأشارت إلى أن العرب "طلبوا بالمقابل من الأسد الالتزام ببعض القضايا، بما فيها استئناف الحوار مع المعارضة، والعودة الآمنة للاجئين، وربما حتى تخفيض التواجد الإيراني".
وقالت فالنسي: "كان هذا هو الإعلان العربي، ولكن في حقيقة الأمر لم نشاهد أي بيان أو التزام من جانب الأسد باستعداده للقيام بهذه التنازلات".
وأضافت "إيران تواصل التموضع العسكري في سوريا وتواصل التسلّح ونقل السلاح من خلال سوريا إلى “حزب الله” في سوريا ولبنان، والأسد لم يفرض أي قيود على هذه النشاطات، حتى بعد حصوله مجدداً على الاعتراف الإقليمي العربي".
وفي حين تواصل إسرائيل هجماتها الجوية على أهداف في سوريا، ليس من الواضح للمسؤولين في دوائر القرار بإسرائيل كيف ستؤثر الخطوة العربية على حريتها بالعمل في الأجواء السورية.
وقالت فالنسي: "ربما يكون أحد الخيارات هو أن الدول العربية ستمارس الضغوط على إسرائيل، لتجنّب مهاجمة أهداف في الأراضي السورية".
وأضافت “بما أن الأسد هو أكثر قبولاً في الساحة الإقليمية، فإن هذا قد يدفع أطرافاً إقليمية للضغط على إسرائيل لتجنب، أو على الأقل الحد من أنشطتها العسكرية في سوريا، خاصة ما يتعلق بمنشآت النظام السوري".
وتابعت مفسرة: "ولذا فحينما تهاجم إسرائيل، حسب تقارير غربية، أهدافاً إيرانية فهذا مقبول، وهذا يخدم المصالح الإقليمية لأنهم لا يريدون رؤية إيران تعاظم قوتها في سوريا، ولكن حينما يتعلق باستهداف النظام مثلاً في مطار دمشق الدولي فإن الأمر قد يصبح إشكالياً، وربما يتم انتقاد إسرائيل".
واستدركت: "لم نرَ أي انتقاد حتى الآن، ولكن هذا أمر قد نراه في المستقبل”.
وسيتعين متابعة التوجهات الإسرائيلية، في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتحديد كيفية تفاعل إسرائيل مع عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وقالت فالنسي: "لا يوجد شيء عملي يغير الوضع في سوريا، أو حرية عمل إسرائيل، ولكن نعتقد أن الدول الإقليمية العربية يجب أن تكون أكثر حزماً بأن توجه مطالب أكثر وضوحا للأسد، بمقابل كل هذه الهدايا التي يحصل عليها".
وأضافت: "ومع ذلك، فلا زالت هناك عقبات، ولا نعتقد أن الأسد سيقدم أي تنازلات، فهو يؤمن بطريقته، ويؤمن بأن التنازلات تعني الضعف، ولذلك يجب أن يواصل سياسته لأنه يحصل على ثمار من كلا الطرفين، فليس عليه مثلاً أن يتراجع عن علاقاته مع إيران، فهو باستطاعته أن يحافظ عليها، وفي نفس الوقت الحصول على تمويل لإعادة الإعمار من الدول العربية".
ومن جهة ثانية، فإن إسرائيل تواصل متابعة رد الفعل الأمريكي على التقارب العربي مع سوريا.
وأعربت عن اعتقادها "أن الولايات المتحدة مصممة على المضي قدماً في العقوبات الاقتصادية، ولذا فإن خيار توفيرها التمويل لإعادة الإعمار في سوريا مستبعد".