بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
اعترف وزير اﻻقتصاد في حكومة النظام، الدكتور سامر الخليل، أن التعويل على اﻻنفتاح السياسي من الدول العربية على النظام، لن يكون لها التأثير الكبير.
صفعة سياسية أم انتصار؟
وقال الخليل؛ "إن الـجانب الأميركي والدول الغربية لن تمنح استثناءات كبيرة ومشجّعة للتعامل الاقتصادي مع سورية من قبل الدول العربية".
وبتلك التصريحات يكون الخليل حسم الجدل حول تحسن الواقع الاقتصادي والمعيشي في مناطق سيطرة النظام، ما يعني وفق مراقبين أن "التهليل" ﻻنتصار اﻷسد بدخول الجامعة العربية، سيتم امتصاصه من طرف الغرب.
وتأتي تلك التصريحات على خلفية استنكار الشارع السوري في مناطق سيطرة النظام، عدم حدوث تحول حقيقي وتحسن معيشي، خاصة في ظل انهيار الليرة السورية المتزايد، على عكس المتوقع وفق التصريحات الرسمية قبيل دخول اﻷسد إلى "جامعة الدول العربية".
وبحسب الخليل فإنه في ظل استمرار العقوبات القسرية أحادية الجانب على سوريا المفروضة بغير وجه حق، وبالتالي تخوّف البعض من تعرّضهم للعقوبات في حال تعاملهم مع سوريا، فإنه من الطبيعي أن تكون نسبة التطور في حركة المبادلات أعلى من نسبة التطور في الاستثمارات البينية. حسب تعبيره في مقابلة مع قناة " الميادين" الموالية.
ويرجح محللون أن النظام يعول فقط على دول الجوار كـ"العراق واﻷردن"، وهو ما يتوافق مع تصريحات الخليل، الذي قال؛ "إن ما نأمله في كلا الجانبين أي الاستيراد والتصدير هو تنمية التبادل التجاري بيننا وبين الدول العربية، ولا سيما مع دول الجوار، وإلى أعلى حد ممكن، وبالشكل الذي يساهم في تسريع تبادل المنتجات وتخفيض أعبائها على صعيد التكلفة والوقت".
وانتهى الخليل للقول مجددا؛ "مما لا شك فيه أنّ أبرز الصعوبات على الإطلاق تتمثّل باستمرار العقوبات القسرية أحادية الجانب كونها تؤثر ليس على صعيد استمرار تخوّف بعض المستثمرين ورجال الأعمال من التعامل مع سوريا، وبالتالي خضوعهم للعقوبات فحسب، وإنما تؤثر سلبا أيضا على عمليات تحويل الأموال وإجراءات التأمين وحركة الشحن. ما يعني تأخّر دخول الاستثمارات والمستثمرين إلى ساحة العمل السورية بالمستوى المأمول".
الحكومة على المذبح:
ويبدو أن النصر المزعوم الذي هللت له وسائل اﻹعلام المحلية الموالية، لم يأتِ لصالح "النظام"، بالشكل المطلوب، وكالعادة للخروج من اﻷزمة وتبرأة ساحة "رأس النظام، بشار اﻷسد" تم وضع "الحكومة على المذبح".
وتحت عنوان؛ "ما بين الانجاز السياسي والإهمال الحكومي .. المواطن السوري "محتار""، استعرض تقرير لموقع "تلفزين الخبر" الموالي، استنكار واستفسار الشارع، اليوم عن سبب قصور الجهات الحكومية بإيجاد حلول ل”تحسين” الواقع المعيشي لا “حله” كُلياً.
وتابع الموقع في تقريره مستغربا؛ "استمرار حالة “التعتيم” و”التطنيش” في التعامل مع المواطن وإطلاعه على أسباب التدهور وذلك خارج الأجوبة الرسمية المتمحورة حول “شماعة” الحرب فقط لا غير، الأمر الذي جعل المواطن يطرح تساؤلا حول عجز الحكومة عن مجاراة الانجازات السياسية الكبيرة الحاصلة، مادام هناك عقل حكومي لا يستطيع ترجمة مفاعيل النصر السياسي وعكسه على حياة المواطن وراحته".
الحكومة والعقوبات هما السبب!
بالمحصلة؛ مجمل الكلام السابق، يرجع سبب التدهور وعدم التفاؤل في المستقبل المعيشي، يبرره النظام بنقطتين، اﻷولى؛ "العقوبات الغربية"، والثانية أن؛ "المشكلة في عقلية الحكومة".
والرسالة فيما يبدو جلياً إلى الشارع، ليس باﻹمكان خير مما كان، ما يعني وفق مراقبين أن دخول اﻷسد جامعة الدول العربية، في حال بقي الوضع على حاله سيشكل صفعة سياسية واقتصادية داخلية، أكثر من كونها "انتصار وهمي أو معنوي" في أفضل حاﻻته، على حساب المعارضة.