عشية الانتخابات التركية.. سوريون يترقبون النتائج التي سترسم مصيرهم - It's Over 9000!

عشية الانتخابات التركية.. سوريون يترقبون النتائج التي سترسم مصيرهم

بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)

يترقب "ماهر الحجي" المهجر من ريف حماة، إلى الحدود السورية التركية، الانتخابات الرئاسية التركية بفارغ الصبر، بعد أن بات الملف السوري هو الورقة الرئيسية، في جولة الإعادة، وخاصة لمرشح المعارضة التركية كمال كلجيدار أوغلو، الذي كثّف حملة تحريضه ضد اللاجئين السوريين، وزعم أن عددهم يتجاوز 10 ملايين لاجئ، رغم أن عددهم لا يتجاوز 3 ملايين و300 ألف وفق الإحصاءات الرسمية. 

لجأ "ماهر الحجي" منذ أربع سنوات للعيش في مخيمات النزوح، بعد فراره من القصف الروسي على ريف حماة الشمالي، ولم يجد وسيلة للعيش إلا بإرسال أبناءه عمر وفادي إلى تركيا بقصد العمل، ليبقى مع زوجته وابنته في خيمتهم، معتمدين كليا على عمل الأبناء بمعمل للأحذية في اسطنبول، حيث لا يخفي "أبو عمر" قلقه وتخوفه من الانتخابات التركية التي يراها مصيرية، لتحديد مستقبل معيشته، خاصة مع توعد المرشح كليجدار أوغلو بطرد اللاجئين السوريين والتضييق عليهم، ولا يقف خوف "ماهر" عند هذا الحد، إذ يقول إنه "مع تنامي الخطاب العنصري بتّ أخاف على أبنائي أن أتلقى خبرا مزعجا عن أحدهم، كحال أهالي عشرات الشباب السوريين الذين فقدوا حياتهم خلال الشهور والسنوات الماضية، بسبب تنامي الخطاب العنصري ضد السوريين، والآن أجد نفسي بين سندان الحاجة واستمرار عملهم، ومطرقة الخوف على حياتهم التي تقض مضجع العائلة باستمرار". 

حال "ماهر الحجي" مشابه لحال آلاف السوريين في شمال غرب سوريا، المترقبين لنتائج الانتخابات التركية، وما ستؤول إليه من استمرار وجود أقاربهم في تركيا من جهة، وتأثير نتائج الانتخابات على مشاريعهم وأعمالهم ومعيشتهم في شمال غرب سوريا. 

بلغ عدد السوريين المسجلين في تركيا حوالي ثلاثة ملايين و300 ألف، بحسب بيان  لوزارة الداخلية التركية، في الخامس من نيسان/أبريل الماضي. 

يربط معبر باب الهوى محافظة إدلب بتركيا، التي تعتبر البوابة الوحيدة للمساعدات الأممية باتجاه شمال غرب البلاد، وعلى الرغم من التهديدات الروسية المستمرة بقطع المساعدات، يرى الناشط الإنساني "أحمد أبو البراء " الدور التركي إيجابي إلى حد كبير في الحفاظ على المعبر الإنساني لملايين السوريين في المناطق المحررة، ويقول "تعودنا على السياسة التركية تجاه المساعدات الإنسانية، في فترة وجود حزب العدالة والتنمية، لكن لا نعلم ماهية تلك السياسة في حال صعود حزب الشعب إلى الحكم، وهل سنحافظ على المعبر الإنساني أم سيكون مصيرنا كالتهديدات التي يتبناها كليجدار أوغلو ضد السوريين".

بدورها لم تفارق أم العلي البالغة من العمر ستين عاما، شاشة التلفاز خلال الجولة الانتخابية الأولى للرئاسة التركية، متعلقة بالنتائج التي ستنعكس على مستقبل علاج ابنها العشريني فيزيائيا في تركيا المستمر، منذ أكثر من تسعة أشهر، ولاتخفي أم علي مشاعرها تجاه وجود ابنها الذي لايزال بحاجة علاج لأكثر من عام، حتى يتمكن من السير على قدميه ولا تعلم هل سيعود ابنها سالم معافى أو يعود مع مرضه إلى سوريا، في حال صعود مرشح المعارضة التركية.

قبل الجولة الانتخابية الأولى، صرح كليجدار أوغلو أنه في حال استلم الحكم، سيعيد تطبيع العلاقات مع النظام السوري من أجل إعادة جميع اللاجئين إلى سوريا، وأضاف "سنرسل إخواننا السوريين إلى بلادهم في غضون عامين على أبعد تقدير، دون عنصرية".

لكن خطاب المرشح تجاه السوريين تصاعد بعد الجولة الأولى، فركز كليجدار أوغلو بشكل أساسي على ترحيل اللاجئين السوريين، وأطلق حملات عديدة معادية للاجئين، حيث انتشرت اللافتات الانتخابية بنواحي المدن التركية، وكُتبَ عليها "قرّر! السوريين سيذهبون".

وفي بيان صحفي ادعى أن عدد السوريين في تركيا بلغ عشرة ملايين لاجئ، ودعا المنتخبين إلى التوجه للتصويت له، معللًا بأنه في حال عدم فوزه، سيأتي 20 مليون لاجئ آخرين.

وأضاف أن السوريين يغيرون التركيبة الديمغرافية لولاية هاتاي، ويأخذون وظائف وفرص عمل أبناء البلد، على حد تعبيره.

يعتبر المحامي (س .ع) المقيم في تركيا أن حزب العدالة والتنمية لم يوفر استخدام اللاجئين السوريين، كورقة رابحة في الانتخابات ولربما تصريحاته تكون رسمية أكثر من حزب الشعب، سيما خطوات حكومة اردوغان بلقاء مسؤولين رفيعين بحكومة الأسد، من أجل السير بعملية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلداتهم إلا أن السوريين، وبالرغم من عمليات القتل التي طالت العشرات منهم في تركيا، وسياسات تركيا بالتقارب مع النظام يرون في استمرارية أردوغان إيجابية في استمرار حياتهم على الشكل الحالي، خاصة ان أردوغان لم يتبنَ كلام الترحيل القسري، وطرد السوريين والتحذير من تواجدهم ككمال كليجدار أوغلو.

وتتهم جهات حقوقية غربية تركيا بتحويل اللاجئين السوريين لمادة دسمة في الحملات الانتخابية، وتحذر من عواقب نتائج الانتخابات عليهم، سيما مع تصاعد الخطابات العنصرية وتصوير المرشحين أنفسهم المخلص لتركيا من اللاجئين السوريين.

وكانت أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسميًا، إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو/ أيار الجاري، وذلك بعد عدم حصول المرشحين الـ 3 على النصاب القانوني اللازم ، لحسم المنافسة من الجولة الأولى.

واليوم يترقب السوريين في شمال غرب البلاد وفي تركيا، نتائج انتخابات الرئاسة التركية غدا بعد يوم انتخابي طويل، يمر عليهم لما فيه من تحديد مصيرهم ومستقبلهم، وكيف ستكون سياسة الدولة الجديدة ضدهم، بعد تقارب الحكومة الحالية مع الأسد الذي تسبب بتهجيرهم منذ أكثر من 12 عاما.

مقالات ذات صلة

مفوضية الأمم المتحدة تدعو لبنان إلى حماية السجناء السوريين من العودة إلى النظام

منهم سوريون.. تركيا تنقذ عشرات المهاجرين قبالة سواحلها

تحدثت عن العودة الطوعية.. تصريح من مفوضية الامم المتحدة عن السوريين في الأردن

أردوغان: الأصوات المعارضة للاجئين السوريين ستختفي بعد الانتخابات

برنامج بقيمة 10 ملايين يورو يستفيد منه 36 ألف طفل ومراهق من اللاجئين السوريين في الأردن

بم صرح الرئيس القبرصي بشأن اللاجئين السوريين؟