بلدي نيوز
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن "المسار العربي" للتطبيع مع النظام السوري، القائم على فكرة "خطوة مقابل خطوة"، سيكون عملية مضنية ومعقدة، لكنها في المقياس الدبلوماسي الأردني اليوم، تبدو العملية الوحيدة المتاحة.
وأضاف في لقاء غير رسمي مع نخبة من الإعلاميين والباحثين في جلسة مغلقة، أن "برنامج "خطوة مقابل خطوة" قيد الرهان والتنفيذ، مشيرا إلى أن الوعود من وزير خارجية النظام فيصل المقداد، يبدو فيها قدر من الالتزام، لكن القضايا معقدة فعلاً، ولا توجد أداة لقياس مدى النجاح في مثل هذا البرنامج".
وتابع أن ذلك "أمر يدعو بعض المؤسسات الأخرى الحليفة والشريكة والصديقة التابعة للجامعة العربية، إلى الانغماس في ترتيبات ومشاورات فنية الطابع، وبين القضايا الإشكالية بطبيعة الحال، أمن الحدود والمخدرات السورية التي تهاجم الأردن وتتسلل عبر حدوده، تشكل هماً أمنياً في بعد إقليمي إلى حد كبير".
ووفقا لصحيفة القدس العربي، فإن مراقبين محايدين، يرون أن الخطاب الذي تبناه رئيس النظام بشار الأسد، في قمة الرياض العربية لا يبدو خطاباً مرناً.
وتضيف الصحيفة، نقلا عن ما أسمتهم "متفاعلون مع المؤسسة الدبلوماسية" في الأردن، أن "برنامج المسار العربي الذي انتهى برؤية بشار الأسد بقمة الرياض العربية، هو مشوار ليس من السهل إنجازه، وسيغرق الجميع بتفاصيله، لكنه يشكل مرة أخرى الدرب الوحيد المتاح، مادام الأمريكيون -كما قيل لهم أردنياً وعربياً- ليس لديهم خطة لإكمال برنامجهم المعلن في الماضي بإسقاط النظام، ولا برفع الحصار ومقتضيات قانون قيصر".
ويرى النظام السوري، أن المشكلات التي يطالب المجتمع الإقليمي اليوم والنظام العربي دمشق بمعالجتها هي في الواقع، ليست مشكلاته، ويخشى كثيرون بالرغم من "المرونة" التي أظهرها فيصل المقداد في الاجتماعات، مقابل الجملة النقدية في حضور وخطاب الأسد في قمة الرياض، بأن يذهب النظام إلى الحيل عند التنفيذ للالتزامات العلنية المرتبطة ببرنامج "خطوة مقابل خطوة"، وفقا لـ "القدس العربي".
وتوضح الصحيفة أن النظام السوري، يرى أن درعا وما حصل فيها مشكلة أردنية، في الواقع واللجوء والشتات، مشكلة للدول الكبرى التي استهدفت سوريا "بالمؤامرة"، وأمن الحدود وأجواء الحدود مشكلة إسرائيلية وأمريكية في الأساس.
وتشير إلى وجود خشية لدى أطراف أردنية على صلة بالملف من "أن تتطور هذه الرؤية السورية مع الأيام، وأن يخرج برنامج خطوة مقابل خطوة عن سياقه لهذا السبب من القناعات"، مشيرة إلى أن قناعة الوزير الصفدي هو أن النظام السوري في حاجة ملحة أيضاً للعودة والاندماج، ليس في الإقليم والمجموعة العربية فقط، ولكن بالمجتمع الدولي.