بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
تواجه تربية النحل في المناطق المحررة شمال غرب سوريا خلال عام 2023 الحالي تراجعا كبيرا، وخسائر مالية لمئات المربين بعد أن كانت مصدر رزق وعيش لهم.
يقول "سليم أبو محمد" وهو مهجر من منطقة سراقب بريف إدلب الشرقي، إلى شمال محافظة إدلب ويعمل منذ سنوات في تربية النحل وكان يتخذ هذه المهنة كمصدر رزق رئيسي له، إنه يفكر اليوم في بيع ما يملك من خلايا نحل.
ويؤكد "سليم" أن السبب الرئيسي لعرض ما يملك من نحل للبيع هي الخسائر المالي التي تعرض لها جراء غلاء الادوية والمواد التي تستخدم في تربية النحل وقلة المراعي التي يتغذا عليها النحل وينتج العسل.
وأضاف "أبو محمد" أن التغيير المناخي أيضاً أثر بشكل كبير على انتاج النحل وتكاثره، ولجوء الكثير للتغذية البديلة عن المراعي الطبيعية للحفاظ على ما تبقى من خلايا نحل على قيد الحياة، الأمر الذي كلفهم دفع مبالغ مالية وخسائر كبيرة.
وبين أن الكثير من مربي النحل انتقل اليوم من تربية النحل السوري إلى النحل الأجنبي من خلال استيراد ملكات أجنبية بأسعار عالية، ويعتمدون بشكل رئيسي على التغذية البديلة في تربيتها لإنتاج العسل بدلا من نقلها من مكان إلى آخر لتجمع عسلها من المراعي الطبيعية ك"اليانسون، والحبة السوداء، والكزبرة، والكمون، والحمضيات، والجيجان، والشوكيات"، التي خفت زراعتها في المنطقة بشكل كبير أيضاً.
ولفت "أبو محمد" إلى أنه كان يعتمد على النحل كمصدر رزق رئيسي ويجمع من خلاله أرباح لا بأس بها إلا أنها اليوم باتت عبئ عليه ولها مصروف كبير بدل الأرباح ناهيك عن المجهود والتعب الذي يبذله من أجلها.
وطالب "أبو محمد" في نهاية حديثة الجهات المختصة المسؤولة عن إدارة المناطق المحررة بدعم مربي النحل للحفاظ على هذه المهنة قبل ان تنقرض ويفوت الأوان.
وتفشت في سوريا، عدّة أمراض، واجهت مربي النحل، وبلغت نسبة الخسائر من النحل ما يزيد عن 30% إلى 50% بحسب تقرير سابق لبلدي نيوز.
ومن هذه الأمراض التي تصيب النحل السوري، آفة "الفاروا" وهو طفيل يعيش على النحل وحضنته ويضعفه وقد يميته في فترة 2-3 سنوات، وهذه الآفة منتشرة في الساحل السوري بشكل خاص، وتكلـّس الحضنة، مرض فطري موجود في المناطق الرطبة ويسبب مشكلة في الساحل لكن يمكن السيطرة عليه بإدارة سليمة للخلايا، إضافة إلى تعفن الحضنة الأمريكي، مرض سببه بكتريا يصيب حضنة النحل فتميتها مما يضعف الخلية وينهيها، ونسبة انتشاره تتزايد في سوريا وتصل نسبة الإصابة به إلى 1-2% من الخلايا.
بالإضافة إلى "النوزيما وإسهالات النحل"، وهذه سببها وحيدات الخلية، وينتشر في المناطق الملوثة، إضافة إلى أمراض فيروسية، وهي أمراض غير مشخـّصة بحسب بيانات وزارة الزراعة، ولا تتوفر الإمكانيات لتشخيصها حالياً وتحتاج إلى متخصصين فيها.