بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
انهيار جديد تعيشه الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي، بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى أكثر من 600 ليرة سورية في السوق السوداء، في حين تجاوزت قيمته لدى مكاتب الصرافة "الرسمية" في مناطق النظام 553 ليرة سورية.
سعر صرف اليورو أمام الليرة السورية فقد تجاوز حائط الـ 700 ليرة في السوق السوداء، ووصل في مكاتب الصرافة "المرخصة" إلى 624 ليرة، فيما بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 20600 ليرة سورية.
ما يعني أن الدولار ارتفع بين 77 إلى 113 ليرة عن القيمة السابقة التي كان عليها يوم أمس، فيما أكد محللون اقتصاديون أن تطورات الوضع العسكري في المنطقة الحدودية التركية-السورية بالقرب من جرابلس، كان العام الأهم في انهيار قيمة الليرة السورية.
ما يؤكد أن الدعم التركي للجيش الحر ودخوله إلى سوريا لمساندة الجيش الحر، ضد تنظيم "الدولة" وميليشيات قسد، قد كشف الهشاشة المالية لنظام الأسد وعدم قدرته على الحفاظ على قيمة عملته.
بدوره، أكد الاقتصادي السوري "محمد توفيق" عجز نظام الأسد عن إيقاف تدهور عملته أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى إن القيمة التي انهارت إليها الليرة مرجحة لمزيد من الانهيار خلال الساعات القادمة، وقد تصل إلى 750 ليرة في حال استمرت تركيا في دعمها للثوار في ريف حلب.
توفيق، قال لبلدي نيوز: "من غير المستبعد أن تقوم وزارة اقتصاد الأسد وعلى رأسها أديب ميالة، بفرض مبالغ مالية على المكاتب وشركات الصرافة في عموم المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الأسد، لسد الانهيار".
كما رجح عزوف نسبة كبيرة من رجال الأعمال عن تقديم المبالغ في حال طلبها الأسد، معللاً ذلك بأن ميالة لم يوفيهم ديونهم السابقة، التي فرضها عليهم عندما انهارت الليرة لمثل هذه المستويات منتصف الربع الأول من العام الحالي.
فيما اعتبر العقيد المنشق "أحمد أبو الهدى" السبب الرئيسي لتدهور قيمة الليرة السورية ليس الدعم التركي للمقاومة السورية فحسب، بل سبقه انسحاب الأسد الشبه كلي من الحسكة، لصالح الميليشيات الكردية، ما يعني خسارته للعديد من الموارد الاقتصادية المهمة في المنطقة .
يذكر أن الليرة السورية كانت قد شهدت في أيار الماضي تراجعاً كبيراً مقابل الدولار بلغ 20% في يوم واحد، ما دفع المصرف المركزي آنذاك إلى ضخ ملايين الدولارات في السوق بهدف احتواء الأزمة، إلا أن "ميالة" عجز عن المحافظة على قيمة الليرة السورية.، التي تنهار مجدداً اليوم إثر تطورات الأحداث شمالي سوريا وتحرير منبج.