بلدي نيوز – الحسكة (عبد العزيز خليفة)
يعمل الطفل إبراهيم بشكل يومي في محطة لغسيل وتصليح السيارات، لحوالي عشر ساعات متواصلة يومياً، وفضّل والد إبراهيم "تعليم ابنه مهنة"، بدلاً عن ملازمته المدرسة.
الطفل ذو التاسعة، وبحسب والده كان الأول بين زملائه في الصف الثالث من حلقة التعليم الأساسي الأولى، في مدرسته بقرية الأربعين جنوبي مدينة رأس العين بريف الحسكة الغربي.
يقول إبراهيم لبلدي نيوز: إنه يحلم في العودة إلى المدرسة هذا العام، ولا يخفي قلة حيلته إزاء الأمر، الذي يصفه بالصعب جداً.
المدرسة واحده من عشرات المدارس، التي تسرب عنها الأطفال السوريين من أبناء الحسكة، بعد أن سيطرت الوحدات الكردية على مناطقهم بريف الحسكة.
هيئة التعليم في "الإدارة الذاتية الكردية"، أصدرت قانوناً في شهر أيلول/ سبتمبر الحالي، يقر فيه قانون يفرض مناهج تعليم جديدة، بثلاث لغات "كردية وعربية وسريانية".
وصرح مسؤولون في الهيئة، إن هدف المنهاج، هو "تأسيس ما يسمى بالأمة الديمقراطية، والتخلص من القومية".
الناشط مصعب الحامدي عضو "اتحاد شباب الحسكة" تحدث لبلدي نيوز عن المنهاج التعليمية للإدارة الذاتية، قائلاً: "هي مناهج استبدلت صور بشار وحافظ الأسد، بصور عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني"، مضيفاً، إن "هذه المناهج لا يعترف بها من قبل وزارة التربية السورية التابعة للنظام ولا المعارضة، ما يعني إن التعليم سوف يكون عبثياً ودون طائل، وهو ما دفع بمئات الأطفال حتى من الأكراد انفسهم إلى تفضيل العمل على الدوام في المدارس هذه".
وقال "اتحاد شباب الحسكة"، إن مديرة التربية في محافظة الحسكة، أعلنت اغلاق المدارس في مدينة القامشلي هذه العام، بسبب فرض التعليم باللغة الكردية من قبل الإدارة الذاتية.
إلى ذلك يبقى مصير "إبراهيم" ومئات الأطفال، معلقاً بإيجاد حل يمكنهم من العودة إلى مقاعد الدراسة، بشروط تعليم جيده بعيدة عن الأجندات السياسية.