بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أعاد السوريون إحياء بعض التقاليد القديمة، قبيل عيد الفطر، للتحايل على التكاليف المرتفعة المترتية على شراء الحلويات، متجهين إلى صناعة الحلويات وتحضيرها في منازلهم، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الحلويات الجاهزة.
وبحسب صحيفة تشرين" الرسمية الموالية، فإن تكلفة صناعة كيلو من الحلويات في المنزل، تعادل سعر القطعة الواحدة في السوق.
وظهرت مهنة جديدة مؤخرا، تتمثل بصناعة الحلويات في المنازل بـ"التوصية"، حيث تقوم بعض اﻷسر بتحضير حلوى العيد، مقابل مبلغ مالي، شريطة أن تقوم العائلة الموصية، بإحضار مستلزمات الحلوى المطلوبة كافة.
ونشأت الفكرة، وفقا لتقرير صحيفة "تشرين" الرسمية الموالية، نتيجة وجود ربات البيوت الشابات، اللواتي لا يعرفن كيفية صنع الحلويات.
في حين عادت بعض اﻷسر إلى صناعة وتحضير حلويات العيد بنفسها، وبمساعدة من اﻷقارب والجارات في التحضير والتجهيز، بسبب عدم قدرتهم على شراء الحلويات الجاهزة، فضلا عن كون إعدادها في المنزل، يحمل أجواء من البهجة والألفة والمحبة.
ومن الحلويات التي يتم تحضيرها في البيوت، والتي توصف بأنها "أطيب وأشهى وفيها بركة" من تلك المصنوعة في المحلات، الغريبة والمعمول والبرازق.
وبين صناعة الحلويات أو شرائها، يبقى السوريون مصرون على المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم حتى البسيطة منها، وتحدي الظروف الصعبة واستعادة مظاهر حياتهم الطبيعية وأجواء الفرح.
بالمجمل، فإن تحضير حلويات العيد في المنزل لا يمثل فقط عودة إلى الموروث القديم الذي فرضته الظروف المعيشية، بل يعتبر مؤشرا جديدا على معاناة الناس في مناطق النظام، في ظل الفجوة بين الدخل واﻹنفاق.
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في بداية شهر رمضان، 5.6 مليون ل.س، بالتزامن مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية - أي أقل من 13 دولار شهريا)، وارتفعت تكاليف المعيشة خلال ثلاثة شهور (كانون الثاني وشباط وآذار)، 41 %، بحسب دراسة أعدتها صحيفة قاسيون الموالية.
للمزيد اقرأ
تزامنا مع العيد.. تضاعف أسعار الحلويات وتراجع الإقبال على شرائها
https://baladi-news.com/ar/articles/92594