من "عاصي الزند" إلى "الجنرال" مرورا بـ"صبايا".. أراء نقدية حول دراما رمضان لهذا العام - It's Over 9000!

من "عاصي الزند" إلى "الجنرال" مرورا بـ"صبايا".. أراء نقدية حول دراما رمضان لهذا العام


بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

انقسمت آراء النقاد والسوريين حول اﻷعمال الدرامية، هذا الموسم الرمضاني، وسط تساؤلات عن "رسالة الدراما السورية وقربها ومحاكاتها للواقع"، أو حتى تأثيرها على المجتمع، بحكم دخولها لكل المنازل، وتنوع الشرائح التي تشاهدها.


الغاية التسلية

يرى الناقد "عدنان الدربي"، أن بعض الأعمال لاقت استحسان الجمهور بأسلوبها، في حين ابتعدت أخرى عن الواقع بشكل كبير، ولا سيما مسلسل "قرار وزير"، ويعتبر "الدربي"، أن الفائدة التي قدمتها المسلسلات للناس هي "التسلية"، حسب رأيه. 

وقال في تصريح لصحيفة "تشرين" الرسمية الموالية "صحيح أن الترويح عن النفس أمر جميل، ولكن الأجمل الفائدة التي يجنيها المشاهد، بعد انتهاء المسلسل مثل بث القيم الأخلاقية".


أجزاء بلا أهداف

وتعاني الدراما السورية، بحسب الناقد إبراهيم كسار، من الرتابة والتكرار للمواقف والمضامين.

واعتبر "إبراهيم"، أن الدراما السورية، وصلت إلى حد الملل والإثقال، ولا سيما في مسألة صنع أجزاء كثيرة للمسلسل الواحد بلا هدف، أو تقديم لجديد، مثل مسلسل "باب الحارة" الذي ربما لن ينتهي.

ويستنكر "إبراهيم" تكرار تقديم أعمال البيئة الشامية، ويقول "كأن الواقع يخلو من القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تصلح أن تكون أعمالا تلفزيونية!".


استعراض للأجساد!

يعرج الناقد "إبراهيم"، على مسلسل "صبايا"، ويرى أنه هدف المسلسل استعراض للأجسام الفتية الشابة والموضة والأزياء.

واستطرد في نقد المسلسل المذكور، معتبرا أنه لا يمثل شريحة الفتيات في المجتمع السوري أو معاناتهن.


أغراض تجارية

خلاصة كلام بعض النقاد، أن الدراما السورية بعيدة تماما عن الواقع، في حين اعتبر نقاد أن الهدف من تقديم مسلسلات البيئة الشامية تجاري بحت، بدلالة اﻻبتعاد عن نصوص الكثير من الكتّاب والروايات والقصص والنصوص القيمة، التي يمكن الاستفادة منها في صنع الدراما، وهناك في مدينة حلب عدد من الأدباء والقاصين يغنون الحراك الدرامي مثل الأديب محمد أبو معتوق والأديب الدكتور محمد زياد محبك وغيرهم، من الذين يملكون رصيدا أدبيا غنيا من القصص والروايات.


تراجع الدراما

ويرى الناقد "إبراهيم"، أن أعمال الموسم الرمضاني 2023 خالية من أي رسالة أخلاقية أو اجتماعية، ولا تضيف شيئا من القيم إلى المجتمع، ولا سيما أنها تقدم مواقف مغلوطة ومشوهة، من سلب ونهب وضرب وعنتريات وقتل كما في "باب الحارة" و"زقاق الجن"، ولا تشبه حياتنا السورية.

وأضاف "ولم تقدم شيئا قيما على مستوى الوطن العربي"، واستغرب الناقد من اشتراك كبار النجوم، في مثل هذه الأعمال التي لا تملك قيمة حقيقية على المستوى الإنساني والاجتماعي، رغم امتلاكهم رصيدا فنيا قيما.

وخلص "إبراهيم" إلى أن الدراما السورية تتضاءل وتميل كما أختها المصرية إلى الضحالة والجمود والرتابة والمباشرة القميئة، التي تتخلى عن قيمتها ولا سيما أمام الشبكة العنكبوتية وانشغال الجيل الجديد بالإنترنت.


غياب المضمون

بعيدا عن كلام النقاد عبر اﻹعلام الرسمي الموالي، فالمتتبع لما ينشر عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي، على لسان الشارع، سواء المختصين أو غيرهم في هذا المضمار، يكاد يجمع على غياب المضمون في الدراما السورية، وانحدار سويتها بعد أن وصلت ذروتها منذ التسعينات وحتى عام 2010، من حيث المضمون والأداء واﻹخراج الفني.

إﻻ أن الجرأة في طرح سبب هذا اﻻنحدار وخلفياته، بقي بعيدا عن الحديث اﻹعلامي الرسمي، فاﻷوساط الثقافية تبتعد عن الدخول في هذا الباب الجدلي، وخاصةً أن هناك إجماع سوري أن العمل الدرامي، يخضع بكل تفاصيله لعين اﻷجهزة اﻷمنية، وتمرر من خلاله جملة من الرسائل.


الزند ذئب العاصي

في السياق، حصد مسلسل "الزند ذئب العاصي" بطولة تيم حسن، نسبا عالية في المشاهدة خلال بداية عرضه، إضافة ﻹشادة كثير من الفنانين بالعمل، قبل أن تنحدر نسب المشاهدة بعد الحلقة العاشرة. 

وكان للصحفي باسل على الخطيب بعض المآخذ عليه قائلا "بعض الكلمات في العمل كلنا بنعرفها وبعضها أحياناً كنا نستخدمها بس مو لهالدرجة

(ابن المفقوعة)، (ابن المفرشخة)، (ابن المبطوحة)، (ابن المسطحة)، سنسمع هذه العبارات كثيراً ومراراً في قادم الأيام، ويا لها من ثقافة ستترسخ لاحقاً، لذا علينا أن نشكر صانعي مسلسل (الزند)، على هذه الإضافة النوعية لذخيرتنا اللغوية".

كما وجد نقاد آخرون أن العمل استمرار لمسلسل "الهيبة"، في تجسيد الرجل الخارق الذي يمارس البلطجة وأعمال العنف، ومع ذلك يحظى بحب الناس.

وشارك في إنتاج العمل إحدى أضخم شركات الإنتاج اللبنانية، لكن شارة النهاية الخاصة به تعج بالشكر لكافة مؤسسات حكومة النظام، بما فيها الأمانة السورية للتنمية، العائدة لأسماء الأخرس، ما يعني تدخل النظام بكل ثقله لمحاولة إنجاح هذا العمل.


ابتسم أيها الجنرال

حظي مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" هو اﻵخر بنصيب وافر من المتابعات، وخوفا من متابعته سماه السوريون بـ"هداك المسلسل".

وانقسمت آراء السوريون حول العمل، فالبعض انتقد إخراجه والآخر انتقد غياب نجوم بارزين عنه كالفنان فارس الحلو والفنانة ليلى عوض والفنانة كندة علوش والفنانة يارا صبري وغيرهم من الفنانين المعارضين الذين كانوا سيغنون العمل فيما لو شاركوا فيه.

لكن هناك إجماع من قبل المتابعين على أنه أول عمل يتناول السلطة الحاكمة في سوريا بشكل مباشر، دون مواربة، ويفضح جرائم النظام في التورط بالاغتيالات والتفجيرات في سوريا ودول الجوار.

بالمحصلة، لا يوجد إجماع على عملٍ بعينه، وإنما هناك طرح جديد حول الدراما السورية، يمكن قراءة ما بين السطور حولها، وتتلخص في سؤال "متى تستعيد عافيتها؟".

ويبدو أن اﻷمر مرتبط أيضا بالبيئة السياسية السورية والحريات، أي المناخ المناسب لقيام وصناعة مثل تلك اﻷعمال.

مقالات ذات صلة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين