بلدي نيوز- الحسكة (عبدالعزيز الخليفة)
استمرت الاشتباكات بين قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني من طرف، وميليشيا الوحدات الكردية من طرف آخر في الحسكة، بالتزامن مع أنباء عن وصول اللواء في أمن النظام علي مملوك وتعزيزات عسكرية لنظام الأسد إلى القامشلي في الحسكة.
وقال عضو اتحاد شباب الحسكة، أبو عمر الحسكاوي، "أن قوات النظام استعادت السيطرة على كلية الاقتصاد وحي الزهور كما أفشلت هجوم ميليشيا الوحدات الكردية على حي غويران، موضحة أن طيران النظام شن عدداً من الغارات الجوية على مواقع "الوحدات" بالحسكة".
وأضاف الحسكاوي، أن تقدم النظام جاء بعد شن عدة ضربات جوية استهدف فيها مواقع ميليشيا "الوحدات الكردية، كاشفاً في الوقت نفسه عن ورد معلومات عن وصول اللواء في قوات النظام إلى مدينة القامشلي عبر مطارها للأشراف على ما يجري بالحسكة، أعبقه وصول تعزيزات لقوات النظام عبر المطار ذاته انتقلت إلى فوج طرطب العسكري قرب المدينة.
وأصدرت قيادة قوات النظام بيانياً ، تبين فيه "عزمها على التصدي للاعتداءات التي يقوم بها الأسايش"، واصفة أياه بأنه أحد الأذرع العسكرية لحزب العمال الكردستاني (PKK) لأول مرة، علماً أن الإعلام الرسمي للنظام طالما سمى "الوحدات الكردية" بالقوات الشعبية الرديفة "للجيش العربي السوري".
وفي حديثه لبلدي نيوز، ربط الناشط الكردي رواند عثمان، بين التطورات وبين عودة العلاقات الروسية- التركية وتطور علاقة الأخيرة مع إيران أيضاً وما يجري بالحسكة، معتبراً أن نظام الأسد يحاول أن يكون جزءا من هذا الاتفاق عبر ضرب الأذرع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، "وما وصفها بالأذرع العسكرية لحزب العمال الكردستاني" إلى دليل على محاولة غزليه من النظام لأنقرة.
وعن سبب عدم اتساع الاشتباكات إلى مناطق أخرى يسيطر عليها الطرفين بشكل مشترك، قال "عثمان": "إن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يستطيع أن يقوم بمثل هذه المخاطرة باعتبار أن نسبه كبيرة من قواته هم من مؤيدي النظام، وبالتالي هي مخاطرة بتوسيع رقعة الاشتباكات، سوف تهدد بنية قواته وتعرضها لحدوث انشقاقات في صفوفها".
يذكر أن ميليشيات الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد والتي تخوض الاشتباكات ضد "الوحدات الكردية" بشكل أساسي، تسيطر على أحياء غويران والنشوة الشرقية والليلة، بينما تسيطر "الوحدات الكردية" على أحياء (المفتي وتل حجر والعزيزية والمفتي والصالحية، والنشوة الغربية)، ويحتفظ النظام لنفسه بالمراكز الأمنية بالمدينة، كما تتركز قوات عسكرية تابعه له في جبل كوكب، بالإضافة إلى تقاسم الأطراف نفسها السيطرة على مدينة القامشلي الهادئة حاليا حيث يوجد مطار القامشلي المستخدم من قبل النظام لأغراض عسكرية وفوج عسكري آخر تابع له، فضلا عن كامل الأفرع الأمنية.
ضمن هذه السياق، قال ناشطو الحسكة، إن قوات النظام أصدرت قرارا باعتبار أي عنصر ضمن ميليشيا "الوحدات الكردية هدفا لها، داعية في الوقت نفسه جميع عناصرها "الوحدات" إلى الالتحاق بقوات النظام وترك الخدمة فيها.
من جانبها واشنطن التي تدعم "الوحدات الكردية" وصفت قوات النظام وطيرانه لحلفائها بالأمر غير "المعتاد" ، وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين، "هذا أمر غير معتاد تماما لم نر النظام يقوم بمثل هذا النوع من العمل ضد وحدات حماية الشعب الكردية من قبل"، واكتفت واشنطن حسب المتحدث ذاته بإرسال طائرات يوم الخميس إلى شمال شرق سوريا، لحماية قوات عمليات خاصة برية أمريكية من التعرض لهجمات من قبل طائرات النظام.