بلدي نيوز
وجهت وزارة السياحة التابعة للنظام، إنذارا للقاطنين في منطقة "كيون" وسط العاصمة السورية دمشق، باﻹخلاء، خلال 6 أشهر (أي لنهاية شهر تموز القادم)، بحسب صحيفة "تشرين" الرسمية الموالية.
47 عاما من الترقب:
واتهمت صحيفة "تشرين" الرسمية الموالية، في تقرير لها، وزارة السياحة، ومحافظة دمشق، بعدم تأمين السكن البديل للأهالي، وقالت؛ "منذ أكثر من 47 عاما والأهالي في المنطقة في حالة ترقب، فلا هم قادرون على ترميم منازلهم، خوفا من إخلائهم منها بين ليلة وضحاها ولا وزارة السياحة أمّنت لهم السكن البديل".
ومنذ أكثر من 47 عاما ومحافظة دمشق ووزارة السياحة، التابعتين للنظام، توجهان إنذارات للقاطنين في منطقة كيوان للإخلاء، بذريعة أن المنطقة مستملكة لمصلحة وزارة السياحة بموجب المرسوم رقم 1976 لعام 1972، حيث تم استملاك جملة عقارات لمشروع إقامة فنادق سياحية لمصلحة وزارة السياحة في منطقة كيوان.
الطاسة ضايعة:
فيما اعتبر مواطنون من قاطني المنطقة أن "الطاسة ضايعة" بين وزارة السياحة التي تريد استملاك وإخلاء المنطقة بالكامل، ومحافظة دمشق التي تطالب فقط بإنشاء استثمارات تجارية في المنطقة وضمّها إلى حديقة تشرين، مع الحفاظ على البيوت السكنية.
إنجاز كبير:
واعتبر مدير السياحة في دمشق، التابع للنظام، المهندس ماجد عز الدين، أن تهجير اﻷهالي من سكنهم وطردهممن بيوتهم، وإقامة مشروع الحديقة أرض كيوان يعد إنجازا لمدينة دمشق للحفاظ على البيئة، وأضاف أن الحديقة ستكون شعبية، وستتم إقامة معارض فنية وتراثية فيها مع تأمين مرآب تحتها لركن سيارات الزوار!!
وزعم عزالدين أنه تم توزيع 90 منزلاً من أصل 175 مستحقاً، وخلال السنوات القادمة سوف يتم تسليم الجميع، و تم توزيع 20 إنذاراً ولمدة ستة أشهر كمرحلة أولى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتخلفين عن التسليم. دون تحديد منطقة السكن البديل، وما يتناقض مع كلام القاطنين.
يشار إلى أن شركة “الخرافي الكويتية” قامت منذ عدة سنوات بإطلاق أعمال شركة “كيوان” للاستثمار السياحي التابعة لها لتنفيذ مشروع “كيوان” السياحي العائدة ملكيته إلى وزارة السياحة وسط مدينة دمشق، حيث بموجب العقد الذي وقعته مع وزارة السياحة السورية في نيسان 2008 ستقوم مجموعة “الخرافي” بتطوير قطعة الأرض التي تملكها وزارة السياحة وتستثمرها لمدة 45 عاماً وفق نظام البناء والتشغيل والتسليم “B.O.T”.
وحي كيوان، الذي أسس قبل نحو 200 سنة، يطل على دمشق، فهو يقوم في منطقة مرتفعة، تبدأ من ساحة الجمارك وتنتهي في أحد سفوح جبل قاسيون، وبالتالي فهو يعانق الجبل من جانب وضاحية المزة من جانب آخر. وهذه المنطقة اشتهرت بجمالها الريفي قبل أن تصير في سبعينيات القرن المنصرم غابة كثيفة من الأبنية المرتفعة والجسور والشوارع العريضة والفيلات. ولقد اشتهر حي كيوان، قبل أن يلفه الإهمال في النصف الثاني من القرن العشرين بجماله الآسر ووجود الكثير من الميزات الفريدة فيه ومنها عبور قطار النزهة من وسط حي كيوان، الذي كان ينطلق من محطة الحجاز في وسط دمشق، متجهاً إلى الربوة، ومنها إلى وادي نهر بردى ومصايف منطقة الزبداني غرباً قرب الحدود مع لبنان، وما زالت السكة الحديدية موجودة، في حين غاب القطار قبل 30 سنة عن كيوان.