بلدي نيوز
اعتبر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأحد 26 فبراير/شباط، أن الوضع في سوريا بعد الزلزال يعتبر "كارثة بعد كارثة".
جاء ذلك على لسان "ديفيد بيزلي" وهو المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أكّد خلاله على أن أنشطة برنامج الأمم المتحدة في جميع أنحاء سوريا تتطلب تمويلا يبلغ 300 مليون دولار لدعم 5.5 مليون شخص كل شهر، وإذا لم يتلق البرنامج ذلك التمويل، فسيضطر إلى تعليق مساعدته لـ 3.8 مليون سوري في غضون أشهر.
وأكد على تضرر نحو 18 مليون شخص بأنحاء جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا بسبب الزلزال المدمر الذي ضربهما في السادس من فبراير، وسلسلة الزلازل والهزات الارتدادية اللاحقة.
واعتبر "ديزلي"، أن الوضع في سوريا بعد الزلزال جاء "كارثة فوق كارثة"، إذ يأتي الزلزال بعد 12 عاما من الصراع المتواصل، فيما تفتقر المناطق الأكثر تضررا إلى القدرات والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع آثار كارثة بهذا الحجم.
وطالب "بيزلي" بضرورة وصول المساعدات الغذائية إلى سكان شمال غرب سوريا من جميع الجهات عبر كل الطرق ودون أي قيود.
وأبدى المدير التنفيذي ترحيبه بافتتاح معبرين آخرين من تركيا، منوهاً إلى ضرورة الحاجة إلى استئناف عمليات توصيل المساعدات عبر خطوط النزاع وتوسيع نطاقها.
ودعا "بيزلي" جميع الأطراف إلى تيسير الوصول الإنساني، منوهاً أن برنامج الأغذية العالمي وصل إلى أكثر من 2.3 مليون متضرر من الزلزال في كلا البلدين، ويحتاج البرنامج إلى 80 مليون دولار لزيادة المساعدة بسرعة للمتضررين من الزلزال في تركيا، وفي سوريا، يحتاج إلى 150 مليون دولار لدعم 8 ملايين شخص تضرروا من الزلزال.
وكان اعتبر تقرير صادر عن الدفاع المدني السوري يوم الثلاثاء، أن آثار الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا، لم تقتصر على الأثر المباشر والضحايا التي خلفها من قتلى ومصابين.
وأوضح أن آثاره امتدت لتشمل مختلف نواحي الحياة، من مسكن وتعليم وصحة وخدمات، وضاعف الزلازل والهزات الارتدادية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا.
ولفت إلى أنه من معاناة المدنيين ومأساتهم في ظل فقدان عشرات آلاف العوائل لمنازلها إما بالانهيار جراء الزلزال أو بتصدع هذه المنازل وتضررها بشكل كبير للسبب ذاته، وأصبحت غير صالحة للسكن بسبب خطرها الكبير على حياتهم وخوفهم على أرواحهم وأطفالهم من المبيت بداخلها، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وانخفاض لدرجات الحرارة، واحتياجات هائلة للسكان بعد فقدانهم مصادر رزقهم، ودمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي في الكثير من المناط، فيما يزيد احتمالية تفشي الكوليرا، وتهديده حياة السكان.
وأوضح أن الزلزال المدمر شرد بشكل مباشر أكثر من 40 ألف عائلة في العراء أو في مخيمات إيواء مؤقتة بنيت على عجل وبظروف طارئة، يهددها ضعف البنية التحتية ومرافق الإصحاح وافتقار الكثير منها لمقومات الحياة ووسائل التدفئة التي هي من أهم الاحتياجات للمنكوبين في ظل الأجواء الشتوية التي يمر بها شمال غربي سوريا والانخفاض في درجات الحرارة ليلاً.