بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
اعتبرت مؤسسة الدفاع المدني السوري، في تقرير لها، أمس الثلاثاء 27 من كانون الأول/ ديسمبر، أن العاصفة التي ضربت المنطقة، ضاعف المعاناة في مخيمات الشمال السوري، بسبب البنية الهشة لأرضيات الخيام، وضعف مقاومة الخيام بطبيعتها القماشية، وخاصة في المخيمات العشوائية، وتردي الأوضاع المعيشية، وفقدان المهجرين لمقومات الحياة الأساسية.
وأوضحت المؤسسة أن فرقها استجابت منذ منتصف ليلة الأحد 25 كانون الأول الجاري، وحتى صباح يوم أمس الثلاثاء، لأكثر من 16 مخيماً في شمال غربي سوريا، تضرر بعضها بسبب الأمطار الغزيرة، كان منها 12 مخيماً في ريف حلب الشمالي، و4 مخيمات في ريف إدلب، تضررت على إثرها نحو 35 خيمة بشكل جزئي، بسبب تسرب المياه إلى داخلها.
ولفتت إلى أن ثلاث عوائل تضررت في مخيم الرسالة، في قرية شمارين بريف حلب الشمالي، نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى 6 خيام ضمن المخيم، وقام متطوعو المؤسسة بتصريف مياه الأمطار من محيط عدد من المخيمات في ريف حلب الشمالي، وتفقد مخيمات أخرى في المنطقة، دون أن تسجل وقوع إصابات أو أضرار.
وأحصت المؤسسة تضرر 3 خيام بشكل جزئي، في مخيمات متفرقة في ريف عفرين، جرّاء انهيار جدران خيمتين، في مخيم الأمل في قرية كفر صفرة، واقتلعت الرياح الشديدة خيمة مدرسة مخيم الأمل في البلدة نفسها.
وأشارت إلى أن قرية بلليكو في ناحية راجو بريف عفرين، شهدت هطولاً ثلجياً خفيفاً للمرة الأولى خلال هذا الشتاء، ورفعت الفرق من جاهزيتها للاستجابة على الفور للاستجابة لأي طارئ.
وفي ريف حلب الشرقي، اقتصرت الأضرار في المخيمات على 4 خيام، تأثرت بالعاصفة الهوائية في مخيم عشوائي، بمنطقة الشويحة.
وفي ريف إدلب، أكّدت المؤسسة استجابة فرقها لـ 4 مخيمات، تضررت فيها 21 خيمة، بشكل جزئي، حيث تسربت مياه الأمطار إلى داخلها، كما انهارت 3 جدران، جراء الأمطار في منازل متصدعة وأبنية قديمة، اثنان منها في مدينة بنش شرقي إدلب، وجدار بناء قديم في قرية مصيبين جنوبي إدلب.
ونوّهت المؤسسة إلى أن فرقها فتحت طريق أغلقته مياه الأمطار المتجمعة، في بلدة معراتا بجبل الزاوية، بالإضافة لتصريف المياه المتجمعة في مدرسة عبدو سلامة في قرية سرمين بريف إدلب الشرقي، وتسببت الأمطار والأوحال الناتجة عنها باستعصاء عشرات السيارات في الوحل، في ريفي حلب وإدلب، وساهمت فرق المؤسسة بسحب السيارات العالقة، وقدمت لها المساعدة اللازمة.
وأصدر الدفاع المدني السوري، خلال هذا العام، دراسة لاحتياجات المخيمات أجريت في 929 مخيماً، ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب.
وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غرب سوريا، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني، من العام الحالي 2022.
وأكّدت المؤسسة أن مأساة التهجير تتفاقم وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا، مع اقتراب دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر، واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي، ومصادر عيش السوريين، وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، وتحويلهما ملف المساعدات الإنسانية لورقة مساومة على حياة السوريين، وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض، وخاصة الكوليرا الذي لازال يتفشى بشكل متسارع.
وطالبت المجتمع الدولي بإيجاد حل جذري للمأساة السورية، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير، دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه، وإعادة المهجرين إلى منازلهم، والبدء بحل سياسي وفق القرار 2254.