بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
أكدت العديد من المصادر الإعلامية من قلب العاصمة دمشق، بأن المناطق المحررة والخارجة عن سيطرة نظام الأسد، والتي سبق ووقعت معه اتفاق تهدئة، بالإضافة إلى العديد من المناطق التي تحتضن النازحين والمهجرين، تشهد انقطاعاً شبه كامل للكهرباء والمياه.
حيث تشهد البلدات المحررة و"المهادنة" في دمشق انقطاعاً يومياً للكهرباء لمدة 22 ساعة، فيما تصل الكهرباء ساعتين فقط يومياً، وكذلك المياه تنقطع غالبية أيام الأسبوع ولا تتوفر سوى ساعتين في الأسبوع الواحد، علماً أن إمداد تلك المناطق النادر بالطاقة والمياه يكون مع وقت الفجر، الأمر الذي يجعل عشرات آلاف العائلات غير مستفيدة من الكهرباء والمياه.
ومن المناطق التي تعيش هذا الحصار غير المعلن: "جديدة الوادي، عين منين، التل، برزة، مسبق الصنع، ركن الدين، قدسيا، الهامة"، وغيرها من المناطق، وتعتبر هذه المناطق تجمعات للأكثرية السُنية في دمشق، فيما أكدت المصادر بأن الكهرباء تأتي ضمن المناطق الموالية والتي تشكل الأقليات غالبية نسيجها، ساعتين بعد كل ست ساعات انقطاع، أما المياه فتأتي يومياً قرابة ثلاث ساعات خلال ساعات النهار.
المتحدث باسم تنسيقية مدينة التل بريف دمشق "أحمد البيانوني" قال لبلدي نيوز: "الكهرباء في مدينة التل وضواحيها تأتي ساعتين وتنقطع 22 ساعة يومياً، وعندما يسمح النظام بوصل الكهرباء يكون وقت تشغيلها من الساعة السادسة صباحاً حتى الثامنة".
أما عن المياه فقال "البيانوني": "المياه تعتبر شبه نادرة ومفقودة في غالبية الأحيان، الأمر الذي جعل السكان يعتمدون على الآبار والصهاريج لتعبئة المياه، علماً بأن سعة الخمسة براميل تكلف كل عائلة ما يزيد عن اثني عشر ألف ليرة سورية شهرياً في حال التوفر طبعاً، علما أن سعر الصهريج كان في العام الفائت لا يتجاوز سقف الـ 300 ليرة سورية فقط".
ونوه المصدر بالقول: "أما المناطق المجاورة لمدينة التل والخاضعة لسيطرة ميليشيات الدفاع الوطني فإن الكهرباء والمياه يعتبران متوفرين بشكل كبير يومياً بالنسبة لبقية المناطق".
أما الناشط الإعلامي "عبد الحي الدمشقي" فذكر بدوره بأن المناطق التي تحتضن آلاف العائلات النازحة في أحياء دمشق، يتعمد النظام السوري قطع المياه عنها وكذلك الكهرباء، ويرسل المياه والكهرباء إلى المناطق ذات الغالبية العلوية أو التي تصدر له شبيحة ومقاتلين، وفق قوله.
مشيراً إلى أن هذه السياسة باتت واضحة للعيان في دمشق، ولم يعد هناك داعٍ لإخفائها.
واستطرد قائلاً: "بات الدمشقيون اليوم غرباء في دمشق، لا حقوق لهم ولا خدمات، وكأن النظام السوري يتعمد تهجيرهم قسراً خارج أبوابها السبعة، فكل الخدمات الأساسية معدومة وإن وجدت فتباع لهم بأضعاف الأسعار، والاعتراض لا يعود على صاحبه سوى بالسجن والاعتقال أو التهجير بأحسن الأحوال".