أسرار تكشف للمرة الأولى.. كيف تجنّد روسيا مرتزقتها في سوريا؟ - It's Over 9000!

أسرار تكشف للمرة الأولى.. كيف تجنّد روسيا مرتزقتها في سوريا؟

Sky News – (ترجمة بلدي نيوز)
إذا كانت روسيا أمة في حالة حرب، فلطالما كان الكرملين حريصاً دوماً على تأطير حملته في سوريا باعتبارها عملية جوية، بالإضافة إلى عدد "محدود" من "المدربين والمستشارين العسكريين"، فقد صرّح مسؤولون روس مراراً وتكراراً بأنهم ليسوا بحاجة لنشر قوات لهم "على الأرض".
إن السرد الروسي للصراع "المحدود ومنخفض التكلفة" تم الطعن به بشكل خطير من قبل مجموعة من الشباب الروس الذين ادّعوا أن تدخل بلادهم في سوريا هو أوسع من ذلك بكثير -وأكثر تكلفة- بشكل لم يقدم على الاعتراف به أي مسؤول في إدارة الرئيس بوتين.
فقد أخبر هؤلاء الأشخاص "سكاي نيوز" بأنه قد تم تجنيدهم من قبل شركة عسكرية خاصة، سرية للغاية تدعى "فاجنر"، قبل أن يتم نقلهم جواً إلى سوريا على متن طائرات النقل العسكرية الروسية، وذلك في مقابل حصولهم على ما يعادل 3000 £ في الشهر، ويقول أولئك الشباب بأنه قد تم رميهم في معارك عنيفة واشتباكات مسلحة مع الفصائل الثورية السورية، بالإضافة لتنظيم الدولة.
اثنان من تلك المجموعة، ألكساندر وديمتري أخبرا سكاي نيوز عن شعورهما بكونهما محظوظين لبقائهما على قيد الحياة.

يقول الكسندر (ليس اسمه الحقيقي): إنها فرصة تقدّر بـ" 50-50"، حيث أن معظم أولئك الشباب الذين ذهبوا هناك للحصول على المال ينتهي الأمر بموتهم، في حين أن أولئك الذين يقاتلون من أجل المثل العليا، للقتال ضد الأميركيين، والقوات الخاصة الأمريكية، وبعض الأيديولوجيات- لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف دميتري "هنالك حوالي 500-600 شخص قد لقوا حتفهم هناك"، لن يكتشف أحد أمرهم في أي وقت كان... إن هذا هو الشيء الأكثر رعباً، لأنه لن يعلم أحد بمصيرهم في أي وقت".
وقد حذّر رئيس وزراء البلاد، ديمتري ميدفيديف في فبراير/شباط من أن نشر أي قوات برية من قبل القوى الأجنبية في سوريا، يمكن أن يؤدي إلى "حرب عالمية جديدة"، ويبدو بأنه قام باستبعاد استخدام المرتزقة الروسية من هذه الحسابات، ولكن وعلى كل حال فإن المحللين لا يستغربون مثل تلك التصريحات.
إن نشر المتعاقدين العسكريين يتفق مع اتخاذ الروس لحربهم "الهجينة"، وفقاً للمحلل العسكري بافل فيلغينهاور، والذي أضاف: "من الواضح أن (فاجنر) موجودة حقاً، إذ إن هذا النوع من المتطوعين ظهروا سابقاً في مناطق الحرب المختلفة، حيث ترغب الحكومة الروسية بالتدخل، فقد ظهر ذلك لأول مرة في شبه جزيرة القرم، ثم في دونباس، والآن في سوريا ولكن حتى الآن لم يتم الاعتراف بوجود تلك القوات من قبل المسؤولين الروس، فلقد حظرت الشركات العسكرية الخاصة وفقاً للدستور الروسي، ولكن هذا الأمر يبدو بأنه لا يعني أي مشكلة بالنسبة لأولئك الذين يديرون تلك العملية".

الجندي السابق في القوات الخاصة، والمعروف بين زملائه باسم نيكولاي أوتكين، قد نشرت له صورة في وقت سابق من هذا العام من قبل صحيفة تقع في سانت بطرسبرغ "الفونتانكا"، حيث وصفته الصحيفة باعتباره من عشّاق أيديولوجيات القوات النازية الألمانية، الرايخ الثالث، وقام باتخاذ الاسم الحركي له "فانجر" كتكريم للملحن المفضل لدى هتلر.

وقد جنّدت شركة "فانجر" مئات من الشباب الروس على الإنترنت، من خلال نشر إعلانات مؤقتة في غرف دردشة الجيش، تتضمن عنوان التواصل، على إحدى المواقع الشعبية الروسية، و حصلت سكاي نيوز على تسجيل لتلك المحادثة ما بين أحد المجندين ووكيل "فاجنر":
المجند: سمعت أن فاجنر تبحث عن الرجال، لقد كنت في الجيش في قسم…..
فاجنر: أي نوع من البنية الجسدية لديك؟
المجند: أستطيع الركض لمسافة 10km.
فاجنر: أيمكنك الركض لمسافة 3KM في 13 دقيقة؟
المجند: بالتأكيد! في الجيش كنت أركض لمسافة 11km في 40 دقيقة.
فاجنر: هل لديك أي مشاكل مع القانون، أو الديون؟
المجند: لدي مشاكل مادية، أريد شراء شقة.
فاجنر: هل لديك جواز سفر ساري المفعول؟
المجند: نعم، بالتأكيد.
فاجنر: حسناً، تعال إلى "مولكينو" لديك فرصة كبيرة ليتم اختيارك.
إن "مولكينو" هي قرية صغيرة في جنوب روسيا، تضم قاعدة القوات الخاصة لوزارة الدفاع الروسية، حيث تمّ تسليم جزء من تلك القاعدة الى "فاجنر" لاختيار وتدريب المجندين.
ويقول الكساندر، بأنه اضطلع على عدد من البعثات إلى سوريا، كما أنه كان على علم بقدرات الرجال الذين قبلوا للتدريب، حيث تم قبول الجميع بشكل عام، وحتى أولئك الذين لم يقوموا مطلقاً باستخدام البندقية في حياتهم، وقال بأن التدريب- الذي يستمر عادة من شهر إلى شهرين- كان قوياً ومجهداً.
كما أضاف: "إذا لم يكن الشخص قد خدم سابقاً في الجيش، فإنه يتم تدريبه من المستوى صفر، إنهم يدربونهم ليكونوا فرق مشاة وقود الحرب المعتادة، أما إذا كان الشخص قد خدم سابقاً في المدفعية والاستطلاع والألوية الهجومية للجيش-يتم صقل مهاراته، وتعليمه كيفية القيادة واستخدام جميع المعدات التي يملكونها"، وقال ديمتري بأن بعض المجندين أعطوا مجموعة من "معايير الناتو" ليتدربوا عليها.

وكلا الرجلين سرعان ما وجدوا أنفسهم منتشرين في القاعدة الروسية الرئيسية على الساحل السوري، وقال ألكسندر بأنه انضم حينها إلى أكثر من 500 رجل من "المتطوعين" هناك، كما أضاف قائلاً "لقد كان هنالك 564 جندياً معي، حيث تم نشرنا في تلك القاعدة العسكرية"، وأضاف: "لقد كان لدينا مجموعتين من الاستطلاع، مجموعة الدفاع الجوي، ومجموعتين هجوميتين وقوات مشاة، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة والدبابات وهلمّ جرا."
كما قال ديمتري بأنه انضم حينها إلى 900 آخرين، ولكنه كان متردداً كثيراً لدى وصوله، فقد عمل سابقاً كأمين للمكتبة، في حين لم يكن يملك خبرة عسكرية تذكر، "وصلنا ليلاً إلى المطار، والذي يطلق عليه اسم حميميم، ومن ثم تم وضعنا في شاحنات، ولأكون صادقاً كنت خائفاً جداً حينها، حيث لم أكن أملك بنية جسدية قوية، كما لم أكن جيداً جداً في التدريبات".
وقد اتهم مقاتلو "الفاجنر" قادتهم بإرسالهم في "عمليات انتحارية" مصمّمة فقط لتخفيف متابعة تقدم قوات المعارضة السورية، أمام قوات جيش النظام السوري.

وروى ألكساندر عن معركة مدينة تدمر، والتي حدثت في وقت سابق من هذا العام، حيث روى بشهادته "خلال اقتحام مدينة تدمر، تمّ استخدامنا كوقود للمدافع، يمكن القول بأن دورنا كان أساسياً، فقد استخدمنا كقوات أولية تتقدم وتقوم بالاستطلاع أماماً، بهدف المراقبة والإبلاغ، لقد كنت أعرف ثلاثة رجال من هذه المجموعة- قتل اثنان منهم قبل أن يصلوا إلى المدينة، بينما قتل 18 شخصاً آخرين من مجموعتي الهجومية، ومن ثم جاءت خلفنا تلك "الدجاجات" من جيش الأسد، وقاموا بإنهاء العمل، ولكننا قمنا بالقسم الأعظم من تلك المهمّة".
إن المحصّلة الرسمية لعدد المقاتلين الروس الذين قتلوا في سوريا يقف عند حد 19 شخصاً، ومع ذلك فقد قال مقاتل في "فاجنر" لسكاي نيوز بأنه يعتقد أن هنالك المئات من زملائهم المتطوعين الذين قتلوا هناك، بينما اتهم السلطات الروسية بالتستر على تلك الأرقام.
وقال ألكساندر متّهماً السلطات الروسية "من سيقول لك في أي وقت حول حقيقة هذا الموضوع؟ من سيخبرك عن المصير الحقيقي لأولئك الجنود؟ في بعض الأحيان يتم إحراق الجثث، بينما تقول الأوراق بأنهم في عداد المفقودين، وفي بعض الأحيان تقول الوثائق بأن ذلك الجندي قتل في دونباس (شرق أوكرانيا)، وأحيانا يقولون بأنه توفي في " حادث سيارة :وهلم جراً".

بينما يدّعي ديمتري بأن روسيا تخلّت عن مئات من الرجال في سوريا، كما أضاف "في بعض الأحيان يتم دفن جثث الجنود، وأحيانا لا، في بعض الأحيان يتم رميهم في مجرد حفرة، وهذا يتوقف على كيفية ما يشعر به القادة اتجاه ذلك الشخص المقتول".
وقد عاد دميتري إلى موسكو الآن، ولكنه يقول بأن تلك التجربة القاسية لا تزال تطارده، كما يضيف بأنه عندما وقّع عقده مع "فاغنر"، قام بتسليم أوراقه الشخصية المدنية- وهي الجزء الأساسي من الحياة في روسيا، ولدى عودته، قال أنه ذهب إلى قاعدة التدريب لاسترجاع وثائقه، ولكنه وجد نفسه معتقلاً من قبل الشرطة، بينما قال ضابط له، بصورة قاطعة، أن فاجنر "غير موجودة".
كما قال ديمتري لسكاي نيوز بأن هنالك الآن أكثر من 50 رجلا آخر- من الناجين من "فاجنر" - يسيرون الآن في شوارع موسكو، مصدومين ودون أي أوراق رسمية تثبت وجودهم.
"لم يقوموا بالتعرّف علي إثر عودتي، لقد تجاهلوني تماماً، لقد استخدموني ومن ثم رموني"، هكذا أنهى دميتري كلامه.

مقالات ذات صلة

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

السعودية تتبرع بنحو 4 ملايين دولار للصحة العالمية لدعم القطاع الصحي شمال غرب سوريا

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف و "الجيش الحر" في التنف

صحيفة بريطانية: في ظل الضعف الإيراني الأسد يعتمد على روسيا والدول العربية لبقائه على كرسي الحكم

وزير الخارجية التركي يتوقع تسوية امريكية في سوريا إن تم تجميد الحرب في أوكرانيا