بلدي نيوز
هاجم الباحث الدمشقي "عماد الأرمشي"، وزارة السياحة في حكومة النظام، عقب طردها عشرات العاملين من أماكن عملهم، في سوق المهن اليدوية المعروف، بسوق العتيق في دمشق، والمصنف على قائمة التراث العالمي.
وكتب "الأرمشي" منشورا على فيسبوك أرفقه بصورة "مجمع يلبغا" قائلا "لك مو عيب عليكن، تهدوا الأسواق الأثرية، والجوامع التاريخية، والمناطق السياحية بهذه السرعة، وتتركوا تنفيذ مجمع يلبغا قائما كالعورة، في وسط أقدم ساحة بالعاصمة السورية من 50 سنة كما هو ؟".
وتساءل "الأرمشي" عن هوية من يقف وراء عملية الهد قائلا "ليكون في من وراها لهطة ولهطوها.. كان من الممكن إيجاد طريقة منطقية وحضارية، لتنفيذ هذا المشروع بشكل يحافظ، ولو على أجزاء صغيرة من المنطقة".
وأضاف في منشور آخر، "ايمتا بدكن تتعلموا وتصيروا، أو تسيروا في ركب التقدم الحضاري مع الحفاظ على الأماكن الأثرية"، مضيفا "مع العلم أن منطقة سوق العتيق بدمشق، مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، اليونسكو، كباقي أحياء مدينة دمشق القديمة الأخرى".
وتحدث في منشورات أخرى عن تاريخ السوق العتيق، وبعض المعالم الآثرية فيه.
وكانت مصادر موالية، حذرت الشهر الماضي من أن عشرات المهن الصناعية اليدوية العريقة، التي اشتهرت بها دمشق، يخشى عليها ممتهنوها، من أن تكون في طريقها للاندثار، ولاسيما بعد أن وجهت "وزارة السياحة" في حكومة النظام، إنذارات بإخلاء المحال والورش، خلال مدة أقصاها شهرين.
ويشير أصحاب المهن وشيوخ الكار الذين يستأجرون المحال منذ خمسين عاماً، بموجب عقود استثمار، إلى أن عشرات المهن التراثية في طريقها للاندثار، رغم كل التصريحات التي يطلقها المعنيون حول حماية المهن من الاندثار، باعتبارها أحد مكونات الهوية الوطنية، لكن الواقع يشي بغير ذلك، وفقا لصحيفة تشرين التابعة للنظام.
وتزعم وزارة السياحة في حكومة النظام، أنها بصدد تنفيذ مشروع لترميم السوق العتيق، لمدة عامين، لكن التهديدات التي وجهتها لأصحاب المهن، ومطالبتهم بالإخلاء السريع يشي بأنها ستقوم بأعمال هدم، لصالح مشاريع اقتصادية.
ونقلت إذاعة "شام إف إم" الموالية عن رئيس لجنة سوق المهن اليدوية "عرفات أوطه باشي" قوله إن "شاغلي تلك المحال مستاؤون، ولا سيما أن الوزارة لم توفّر لهم مكاناً بديلاً، ولم تقدم لهم أية وعود بإعادتهم إلى محالهم، بعد فترة الصيانة التي تستمر لعامين".
وبالتالي سيتوقف أصحاب المهن عن العمل، وهو ما يعني تعطل تلك المهن الثقافية والتراثية، وضياعها واندثارها في ظل عجز أصحاب تلك المهن عن إيجاد مكان بديل يجمعهم، وعدم قدرتهم على بدلات الإيجارات المرتفعة.
وتعتاش نحو 250 عائلة بشكل أو بآخر من تلك المحال، التي يتراوح عددها بين 30 و 35.
ومن شأن ذلك القرار أن يُجهِز على ما تبقى من مهن وصناعات تراثية، طالما اشتُهرت بها دمشق حيث تراجعت تلك الحرف في عموم المدن السورية، واندثر بعضها بسبب غياب الدعم الحكومي.