بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
شهدت أسواق العاصمة دمشق ارتفاعًا في أسعار البقوليات وتحديدًا العدس والحمص الحب، بما ﻻ يقل عن 40% مقارنةً باﻷسابيع الماضية.
ويرجع بعض التجار الذين استطلع مراسلنا رأيهم، السبب إلى ندرة هذه المواد في السوق، كونه يتم استيرادها، بعد توقف وتراجع إنتاجها في سوريا والذي كان ساقًا يحقق كفاية ذاتية.
وبحسب أبو ماجد، تاجر مفرق في سوق البزورية بدمشق؛ "فإن التخبط الحاصل في السوق سببه اﻻحتكار، وتلاعب المستوردين، خاصة في ظل الحرب الروسية اﻷوكرانية".
وأضاف أبو ماجد صاحب محل في البزورية؛ "إننا أمام تجار من الحيتان، الحكومة أجبرت صاحب المحل على التلاعب صراحةً باﻷسعار"!
واسترسل أبو ماجد؛ "انهيار سعر الصرف وجشع تجار الجملة، وفساد دوريات التموين، إضافة للنشرة التي توضع في وزارة التجارة الداخلية، والتي لا تراعي الواقع وظروف استيراد تلك الحبوب، فرضت خروجًا عنها لتحقيق مكاسب هامشية قليلة".
وكشف لمراسلنا بأن تجار الجملة يعمدون إلى تزويدنا بفاتورتين، إحداهما ﻹبرازها أمام التموين، والثانية فاتورة بيع بسعر أعلى، والذريعة لديهم أن الأسعار الرسمية لا تحقق هامش مقبول".
ويستذكر من استطلعنا رأيهم في العاصمة دمشق، أن قيمة تلك الحبوب من عدس وحمُص، كانت زهيدة، وتتناسب مع دخلهم الشهري، فضلا عن كونها تسمح لهم بإعداد وجبة غنية وبسعر معقول.
وتزيد تكلفة طبخة مكونة من البرغل والعدس عن 20 ألف ل.س، بحسب السيدة إلهام، موظفة في القطاع العام، وتقول لمراسلنا؛ "هذا الرقم هو الحد اﻷدنى"، مستذكرةً أنها كانت سابقًا تخزنهم للشتاء، في لم يعد باﻹمكان إﻻ الشراء بما يتناسب والقدرة المالية، أو الكمية التي تكفي للطبخة، أي باﻷوقية ونصف الكيلو".
وبلغ سعر كيلو العدس المجروش اليوم إلى نحو 10 ل.س، أما الحمص الحب فيرزيد سعر الكيلو _حسب المحل والسوق_ عن 6 آلاف ل.س.
على الطرف المقابل؛ أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التابعة للنظام، عن موافقتها على اقتراح وزارة التجارة الداخلية، حول السماح باستيراد حبوب العدس والعدس المجروش والحمص والفاصولياء، لكنها اشترطت أن تكون فترة السماح لمدة ستة أشهر فقط.
ولم تبرر الوزارة سبب هذا القرار، فيما يرى خبراء في المجال اﻻقتصادي استطلعنا رأيهم، أنه نوع من الحلول اﻹسعافية لرفد السوق بالمادة، سيزول أثره سريعًا مع انتهاء الكميات المستوردة.
ويذكر أن سوريا كانت مكتفية ذاتيًا من تلك الحبوب، في حين اتجهت عقلية حكومة النظام اليوم إلى استيرادها، رغم سيطرتها على معظم المساحات الجغرافية في البلاد.
وفي انتقادٍ لحكومة النظام وسياساتها، كتب موقع "سيرياستيبس" الموالي أن ارتفاع أسعار هذه الحبوب في السوق المحلية إلى مستويات خيالية، يعود إلى استيرادها من الخارج، وأضاف الموقع؛ إن سوريا لديها إمكانيات لزراعة حبوب تكفي المنطقة بكاملها، "ولكن طالما أن هناك فكر معرقل للزراعة وفكر عاشق للاستيراد نحن في طريقنا لاستيراد كل أساسياتنا".
وفي سياق متصل؛ فالمتابع لتصريحات وانتقادات خبراء اﻻقتصاد الموالين، والصحف الرسمية، للأسعار في مناطق سيطرة النظام، يجدها تصب في عبارة واحدة وهي "التخبط" و"الرصد".
وسبق أن خلصت صحيفة "تشرين" الرسمية للقول حول نشرات أسعار التموين؛ " إن هذه النشرة بعيدة كل البعد عما هو سائد في الأسواق ولا يوجد تاجر جملة أو مفرق ملتزم بهذه التسعيرة، حيث لم تعد ضبوط الوزارة تجدي نفعاً أمام هذا الغلاء الفاحش وتلاعب التجار الكبار، ليبقى المواطن هو الخاسر الأول والأخير".
وعلى سبيل المثال كانت التموين حددت سعر كيلو العدس المجروش بـ 4600 ليرة، والحمص بـ 5000 ليرة.
يذكر أن اﻷزمة المعيشية تتفاقم في مناطق النظام بشكل يومي،وبينما تعمل الصحف الموالية على رصد ارتفاع اﻷسعار على اﻷرض، والمسؤولون الموالون يكذب بعضهم بعضًا، وغايب الحلول على المستوى الرسمي، يبقى المواطن بين فكي كماشة الغلاء وتدني اﻷجور.