بلدي نيوز
أصدرت منظمة "اليوم التالي"، تقريراً جديداً حول "انطباعات السوريين والسوريات عن واقع النساء في سوريا"، معتمدة في استخلاص نتائجها على استبيان كميّ مغلق لعينة مكونة من 2681 سورياً وسورية (52.7% نساء و47.3% رجال)، يعيشون في مناطق جغرافية مختلفة، (63.4% داخل سوريا و36.6% خارجها)، ومن انتماءات قومية ودينية ومستويات تعليمية ومعيشية متنوّعة.
وبحسب الاستبيان الذي أشرف عليه 50 باحثا وباحثة عبر مقابلات شخصية، يرى نصف أفراد العينة تقريباً أن النساء في سوريا، لا يمتلكن فرصاً متساوية مع الرّجال في الوصول إلى قطاع التعليم، ومن أهمّ الأسباب التي تعيق ذلك، كان في المرتبة الأولى العادات والتقاليد الاجتماعية، تبعها الظروف الاقتصادية والمعيشية المتدنّية، ثم الزواج ورعاية الأسرة، وجاء في المرتبة الرابعة الظروف الأمنية وغياب سياسات الحماية، أما التهجير والنزوح الداخلي والشرائع والتعاليم الدينية فجاء في المرتبة الخامسة، وآخرها عدم توافر المنشآت التعليمية.
وفيما يتعلق بفرص الوصول إلى سوق العمل بين الجنسين، انقسمت آراء العينة المستهدفة تجاه وصول النساء والرجال بشكل متساوٍ إلى فرص العمل، وكان الرجال أكثر ميلاً للموافقة على هذا التساوي في الوصول، مقارنة بالنساء.
وكان هناك مطالب نسائية للمساواة في الميراث بين الجنسين، حيث أبدى أفراد العينة المشاركة في الاستبيان ميلاً نسبياً نحو الموافقة على تغيير قانون الأحوال الشخصية، إلى نحو يضمن المساواة بين الرجال والنساء في الحصص الإرثية، بغضّ النظر عن المرجعية الدينية والمذهبية، وكانت النساء أكثر موافقة على هذا التغيير.
ويدعم أغلب المشاركين في الاستبيان حقوق النساء في الوصول إلى مناصب سياسية، لكن الدعم هذا يتراجع نسبياً فيما يتعلق بالترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية، مقارنة بالترشح إلى عضوية المجالس المحلية والبرلمان.
وخلال إجراء الدراسة، كشفت النتائج غياب المعلومات بالنسبة لجميع السوريين، حول المرسوم التشريعي رقم 276 لعام 1969 المعروف باسم "قانون الجنسية العربية السورية"، والذي يعطي الرجل الحقّ المطلق، غير المشروط، في إعطاء جنسيتهم السورية لأولادهم وبناتهم، بينما تم حرمان النساء من هذا الحقّ عن طريق فرض عدد من القيود والتعقيدات عليهنّ.
منظمة "اليوم التالي" هي منظمة سورية غير ربحية تعمل على مواجهة الاستبداد، وتدعم التحول الديمقراطي في سوريا، وتتبنى قيم حقوق الإنسان، وفق المواثيق والعهود الدولية.
