بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
اتخذ ملف "اﻷسمدة" حيزا واسعا في الصحافة الرسمية وغيرها التابعة للنظام، وبدأ مؤخرا الحديث والمقارنات بين "السماد العضوي" و"الكيميائي"، والتمهيد لاستخدام النوع اﻷول، كبديل رغم عدم تحقيقه وفرة في اﻹنتاج.
وبحسب صحيفة "تشرين" الرسمية، نقلا عن المهندسة الزراعية سلافة درويش التي قامت بصناعة أسمدة الفيرمي كو مبوست؛ "ينسب البعض إلى أن زيادة الغلة الإنتاجية اليوم في وحدة المساحة تعود إلى استعمال الأسمدة لدفع الأرض والمحصول لإعطاء إنتاج أوفر كما يحدث في البيوت الشبكية في الساحل".
وبعد التوصيف السابق، بدأت درويش الترويج لفكرة "السماد العضوي"، بتقديم المقارنة مع الكيميائي، وقالت؛ "هناك فارق كبير بين استخدامات الأسمدة العضوية والأسمدة الكيميائية فقد كان لهذه الأخيرة نعمة يوما ما في زيادة الإنتاج في أقل المساحات كما هي الحال في البيوت البلاستيكية، ثم تحولت إلى نقمة وتركت أثرها على جودة المنتج والصحة والبيئة".
وتابعت درويش؛ "ففي الوقت التي زادت فيه كمية الإنتاج بدأت التربة تفقد خصوبتها تدريجيا وضعفت المقاومة البيولوجية للمحاصيل الزراعية ما جعلها عرضة للإصابة بالأمراض وتزيد من تركيز المواد الضارة الكيميائية في المياه الجوفية أيضا".
وأضافت؛ "الأسمدة العضوية يتراجع أثرها السلبي إن كان لها أثر عاما بعد عام في حين تزداد خصوبة التربة، بينما الكيميائية يتضاعف أثرها عاما إثر عام".
يشار إلى أن وزارة الزراعة التابعة للنظام، اعتمدت مشروع المهندسة درويش، حول صناعة الأسمدة العضوية “الفيرمي كومبوست”، وعممته.
وفي السياق، قال الدكتور المهندس وسيم عدلة رئيس مركز بحوث الغاب الزراعي؛ "لقد كان المردود الإنتاجي الفائض له عدة أسباب منها الاستعمالات الزائدة من الأسمدة والمبيدات من دون النظر إلى سلامة الغذاء المنتج زراعيا، فضلا عن توافر كل مستلزمات الإنتاج الزراعي وبأسعار مريحة جدا ومتاحة لكل المزارعين على حد سواء".
وأضاف؛ "وبمقارنة إنتاج اليوم مع الماضي نجد أن هناك بونا شاسعا، فالأسمدة لم تعد متاحة بالسعر المناسب ولا المبيدات ، ولذلك لابد من العودة إلى الأسمدة العضوية ففيها سلامة التربة وسلامة المنتج الغذائي الزراعي وتوفير لشراء الأسمدة بأسعار باهظة".
والراجح أن النظام، يتجه ﻻستخدام الأسمدة العضوية في ظل عجزه عن تأمين "السماد الكيميائي"، مبشراً أيضًا بتراجع اﻹنتاج مقارنة بالسنوات الماضية، دون توضيح السبب الذي دفع ﻻستخدام أسمدة مضرّة بالصحة والسلامة للتربة واﻹنسان!
وتم عدلة بالقول؛ " فالحل هو التركيز على الأسمدة العضوبة من خلال تشجيع وزارة الزراعة لاسيما أن تصنيعها لا يحتاج كثيرا من العناء والجهد ، فضلا عن روث الحيوانات، صحيح أنها قد تعطي مردودا أقل لكنها أكثر سلامة للصحة العامة والتربة والبيئة".
ويواجه القطاع الزراعي، في مناطق النظام، عوائق كثيرة مثل محدودية الأراضي الزراعية ، والنقص الحاد في المياه، وضعف خصوبة التربة، وانخفاض الاستثمارات الإنتاجية في تقنيات الري الحديث، والتسعير غير الملائم للسلع الزراعية مترافقا بضعف نظم التسويق. باعتراف الصحف الرسمية.