أطفال الزعتري .. جيل من السوريين يسأل عن "ما هي سوريا"؟ - It's Over 9000!

أطفال الزعتري .. جيل من السوريين يسأل عن "ما هي سوريا"؟


بلدي نيوز

 

سجلت السلطات الأردنية، أكثر من 20 ألف ولادة جديدة في مخيم الزعتري منذ افتتاحه قبل عقد من الزمن، إضافة إلى أن المخيم يعيش فيه 80 ألف سوري أكثر من نصفهم أطفال، وبذلك نشأ جيل كامل من الأطفال السوريين داخله، وأصبح هذا المخيم وطنهم، ولا يعرف هؤلاء عن وطنهم اليوم سوى ما يحكيه لهم أهاليهم من ذكريات، حكايات عن زمن كانت فيه البلاد آمنة مستقرة.

وركزت المنظمات الإنسانية والمتطوعون على أحوال الأطفال داخل المخيمات عموما، إذ يمثلون في غالب الأحيانا نسبة كبيرة من مجموع القاطنين بها، وهو ما ينطبق على مخيم الزعتري كذلك. لذلك، لطالما كانت الأنشطة الترفيهية خارج إطار المدرسة، مثل الرسم واللعب والرياضة، أموراً ذات أهمية كبيرة لتدعيم قدرتهم على التكيُّف وعيش حياة أقرب ما يكون إلى الطبيعية.

الاهتمام بأطفال المخيمات وظروف عيشهم، يدفع إلى تنظيم حملات خاصة، لتعليمهم وتوعيتهم بحقوقهم وحمايتهم من الأخطار. آخر هذه الحملات تقوم بها حالياً المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الداعمة لتعليم الأطفال اللاجئين.

وأوضحت المفوضية، في تقرير شامل بشأن حملة تعليم اللاجئين، أن بيانات من أكثر من 40 دولة تظهر تخلف الأطفال اللاجئين مقارنة بباقي الأطفال عن التسجيل في جميع مستويات التعليم، مبرزة أن نحو 37% فقط من الشباب اللاجئين التحقوا بالمدارس الثانوية.

عادل طوقان، لاجئ سوري وصل إلى الأردن في أبريل/ نيسان 2013، تاركا مدينة الصنمين بمحافظة درعا جنوبي سوريا هروباً من أحوال الحرب وأهوالها، رفقة زوجته وطفليه الصغيرين، ليستقروا كذلك في مخيم الزعتري.

ازداد عدد أفراد أسرته هناك، فقد رزق طوقان بثلاثة أطفال داخل المخيم خلال السنوات العشر الأخيرة، يقول "الحياة هنا مستقرة، من حيث الظروف المعيشية والأمن والبنية التحتية. التعليمي ممتاز كذلك -يتوفر المخيم على 32 مدرسة تديرها وزارة التربية والتعليم الأردنية، و58 مركزًا اجتمعيًا- لكن أطفالي لا يعرفون شيئا عن بلدهم سوريا".

 

اللاجئ قاسم لبد، المنحدر من محافظة درعا، الذي وصل إلى المخيم في مايو /أيار 2013. يحكي قاسم أنه حين وصوله إلى المخيم، كانت أسرته تتكون من أب وأم وخمسة أطفال صغار، ثم رزقت الأسرة بثلاثة أطفال آخرين خلال تواجدها بالمخيم خلال السنوات العشر الأخيرة. يقول "لم أختر اللجوء بهم هنا، بل كنت مجبراً على ذلك".

حسب الأب، فإن من يتواجدون في المخيم، غادروا وطنهم مجبرين، بحثاً عن الأمن والأمان، الذي يبقى في نظره مفقودا إلى الآن في بلده. لكن يحز في نفسه أن أطفاله لم يترعرعوا في الوطن. يقول "عندما أتحدث مع أطفالي عن سوريا، وأخبرهم أن لدينا عائلة هناك، يسألونني: ما هي سوريا؟".

يختار الأب أن يعرفها عبر سرد قصة اندلاع الحرب، ورحلة اللجوء إلى المخيم. "أقول لهم إن البقاء هنا في المخيم ليس خيارنا: عندما تهدأ الأمور ويتحسن الوضع الأمني​​، سنعود إلى سوريا". يكون رد الأطفال دائما حسب ما يحكيه الأب عبارة عن تساؤلات حول مستقبلهم.

يقول قاسم "يسألونني عن مستقبلهم هنا، وما إذا كانوا سيكملون دراستهم ثم يتزوجون ويملكون منازل. أجيبهم أن هذا الأمر ليس بأيدينا، بل بيد الله، وأنه كما أتينا إلى المخيم دون تخطيط مسبق، يمكننا أيضًا العودة إلى سوريا دون تخطيط مسبق"، مشددا أنه يشتاق لبلده كثيراً خاصة لأقاربه وأهله.

تظهر استطلاعات رأي ودراسات، حسب موقع الأمم المتحدة، أن غالبية سكان المخيم ما زالوا يرغبون في العودة إلى سوريا في المستقبل. في حين يعتقد معظمهم أنه لا يزال غير آمن في الوقت الحالي. 

المصدر: دوتشيه فيله

مقالات ذات صلة

اجتماع بين وزير الخارجية الأردني وبيدرسن لمناقشة الحل في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا

رسالة ينقلها "الصفدي" من الملك عبدالله إلى رأس النظام

مقتل أكثر من عشرين لاجئاً سورياً في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

ارتفاع حدة الهجمات ضد قوات النظام في محافظة درعا