بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
تفاجأت قوات النظام والميليشيات الإيرانية بهجوم المقاومة السورية على أشد المواقع تحصينا لها في مدينة حلب، بحسب ما أفصح عنه أحد قادة جيش الفتح مع انطلاق المعارك، حيث كانت تعتقد أن المقاومة السورية تسعى لفك الحصار عن الأحياء الشرقية من خلال استعادة طريق الكاستيلو، الأمر الذي كبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد منذ انطلاق المعارك قبل نحو أسبوع.
ويرى مراقبون أنه وفي حال سيطرة "جيش الفتح" على بعض المواقع العسكرية التي تتمركز فيها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، سيصبح الطريق معبداً أمامه ليس لفك الحصار عن حلب المحررة فقط، وإنما لتحريرها بالكامل، وهو ما أعلن عنه قادة الفصائل العسكرية.
يقول المحلل العسكري "راني جابر" إن كتلة الكليات العسكرية المؤلفة من كلية المدفعية وكلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية، تعتبر مركز ثقل النظام العسكري في حلب، وانهيارها يعني خسارة النظام لأقوى نقاطه في المدينة، ما ينعكس سلباً عسكرياً ونفسياً على قواته، فالمنطقة المهمة لهذه الكتلة، والتي تسيطر على طريق إمداد النظام عبر الراموسة، وخسارتها، يعني انقطاع طريق النظام من وإلى حلب.
ويؤكد الجابر أن السيطرة عليها يعني انهيار مركز ثقل قوات النظام في حلب، والذي لم يكن يتوقع أن يهجم الثوار عليه، فتوقعه للمعركة كان في محيط الكاستيلو، لكنه تفاجأ بأن الهجوم جاء من الجنوب، نحو أقوى نقاطه، ما يعتبر تغييراً في الاستراتيجية العسكرية للثوار، والذين عادة ما يهاجمون النقاط الرخوة والضعيفة للنظام، الأمر الذي تسبب بحالة من الارتباك في صفوف قوات النظام، والتي هرب الكثير منها من المعركة.
وفي حال سيطرة الثوار على هذه المواقع، يقول الجابر "لا شك أن الثوار سيغنمون الكثير من الأسلحة من كتلة الكليات العسكرية، حيث أن بعضها تحتوي مستودعات للأسلحة والذخائر والكثير من الآليات، الأمر الذي سيدعمه فرار عناصر النظام الذين سوف يتركون ورائهم الكثير من الأسلحة والذخائر والعربات التي يستخدمها الثوار ضدهم، وهو ما سيمدهم لتحرير حلب كاملة، وبالتالي قلب موازين القوى في الشمال السوري عموماً".
ومع حالة الارتباك التي تعيشها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، لا يستبعد مراقبون أن تحمل الأيام القادمة مفاجآت ربما تكون حاسمة في "ملحمة حلب"، كأن تفتح جبهات لا يمكن للنظام توقعها، مستندين في رؤيتهم هذه على التغيير في الاستراتيجية العسكرية التي انتهجتها المقاومة السورية بضرب مراكز القوة لدى الأسد وميليشياته، كما هو الحال في هجوم الثوار على أشد مواقع قوات الأسد تحصينا في الشمال السوري.