بلدي نيوز – درعا (خاص)
حاصرت مجموعة من المدنيين من أهالي مدينة بصرى الشام ومجموعة من مقاتلي الجيش الحر صباح اليوم، مقار ومنازل قيادات "قوات شباب السنة" الفصيل الأكبر المسيطر في المدينة، مطالبة بتسليم القادة أنفسهم على خلفية خلافات تضاربت الأنباء حول حقيقتها والسبب الرئيس لاندلاعها.
وأعلنت بعض الشخصيات البارزة في مدينة بصرى الشام، بعضها ممن ينتمي إلى قوات شباب السنة، عن أن هناك انقلاباً تم على القائد "أحمد العودة" نتيجة تصرفاته المسيئة للثورة وللأهالي، إذ أكد ناشطون بأن الخلاف بدأ بعد مقتل أحد عناصر قوات شباب السنة على أيدي ممن هم محسوبين على قائد القوات أحمد العودة، وبعدها تطور إلى تدخل عائلات وأهالي في المدينة، لتتطور بعدها المشكلة عسكريا على مستوى المدينة محدثة انقساماً داخلياً في صفوف قوات شباب السنة في المدينة، حيث انقسموا بين مدافع عن القيادات المطلوبة وهم القائد العام أحمد العودة وبرفقته أحمد الصباح ومحسن العقيل، ومؤيد لحراك المدنيين وبعض قيادات القوات نفسها وعلى رأسهم محمد الطعمة نائب قائد قوات شباب السنة مع غالبية عناصر القوات التي انحازت لصالحهم.
وبعد حصار لساعات، جرت مفاوضات بين المطلوبين وباقي العناصر وبوساطة من رئيس محكمة دار العدل في حوران والذي تدخل منذ بداية المشكلة متوسطاً بين الطرفين لحل النزاع دون إراقة دماء، حيث أعلن في تسجيل صوتي له أنه موجود في مدينة بصرى الشام ويسعى مع مجموعات من الشخصيات لحل الخلاف، إذ أنه بعد ساعات من الاجتماعات انطلق من مقر محكمة دار العدل في غرز رتل تحت مظلة دار العدل مكلف بحل النزاع ووأد الخلاف.
وخلصت الاجتماعات إلى التوقيع على ورقة من قبل عدة أطراف، هم دار العدل في حوران وقوات شباب السنة وهيئة الإصلاح في حوران، بحضور ممثلين عن فرقة فلوجة حوران وفرقة أسود السنة.
وتضمن نص الاتفاق تسليم أحمد العودة إلى فرقة أسود السنة كطرف ضامن تحت الإقامة الجبرية، على أن يسلم إلى دار العدل عند الطلب، وتسليم أحمد الصباح ومحسن العقيل لدار العدل، بالإضافة إلى أنه يمنع التعدي على أي طرف من أطراف النزاع بضمان هيئة الإصلاح في حوران وفصائل الجبهة الجنوبية. ما خفف من حالة الاحتقان والاستنفار داخل مدينة بصرى الشام.
وأعلن أحد الشرعيين السابقين لقوات شباب السنة على صفحته في الفيس بوك، إن الأمور انتهت باتجاه الحل بضمان دار العدل وفصائل أخرى، حيث أكد في منشور له أن الفصائل التابعة لدار العدل تحملت موضوع حماية أحمد هيثم العودة على أن يتم النظر بموضوعه لاحقا، وضمن هذه التطورات أعلن أحد إعلاميي مدينة بصرى الشام عن تعرض أحد القادة العسكريين لقوات شباب السنة للطعن بالسكاكين بدعوة الخروج على الظلم لتبقى المدينة على صفيح يغلي في ظل فلتان أمني على حد وصف بعض الناشطين، واستمرار بعض المتسلقين في استغلال الحملات الداعية إلى الخروج على القيادات في حوران، لبث حالة عدم الاستقرار وفقدان الأمن.
يذكر أن المنطقة الجنوبية تشهد حالة من الاحتقان نتيجة عدم قيام فصائلها بأي معركة أو عمل عسكري لتخفيف الضغط عن باقي المحافظات السورية في ظل دعوات للخروج على القادة "المتخاذلين".