بلدي نيوز
يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أيار/مايو الماضي بتوغل عسكري في شمال شرق سوريا لم يتحقق بعد، وتواجه خطّته المُتعلِّقة بإنشاء "المنطقة الآمنة" بعمق 30 كيلومتراً، من حدودها مع سوريا، معارضة من الولايات المتحدة وروسيا. في غضون ذلك تخوض تركيا حرب استنزاف ضد قوات "قسد" التي تقودها وحدات حماية الشعب والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وسجل مركز "روج آفا للمعلومات" ومقرّه القامشلي، ما لا يقلّ عن 68 هجوماً بالطائرات المُسيّرة منذ بداية العام، مما أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 41 شخصاً وإصابة 77، وفقا لما جاء بمقال لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
وقالت دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية (ICG) وهي مؤسسة بحثية، إنه "خلال العام الماضي، وسّعت تركيا حملتها بالطائرات المُسيّرة على شمال شرقي سوريا وشمالي العراق، ويرى الكثيرون داخل القوات الكردية أن هذا اتفاق ضمني بين تركيا والولايات المتحدة كبديل للهجوم البرّي التركي".
وقُتل العديد من قادة حزب العمال الكردستاني، فضلاً عن قادة سوريين ضمن وحدات حماية الشعب التي تقود قوات "قسد"، واحتجّت الولايات المتحدة فقط على مقتل سلوى يوسف، نائب مظلوم عبدي قائد "قسد" من الولايات المتحدة، في غارة بطائرة درون في محافظة الحسكة في 22 تموز/يوليو.
وقال أويتون أورهان، الباحث في مركز أورسام، لدراسات الشرق الأوسط ومقرّه تركيا، "تُشير تركيا إلى أنه طالما أن العملية العسكرية ليست خيارا، فلديها طُرق أخرى لاستهدافها"، أدت هذه الهجمات التي أثارت إجراءات انتقامية على طول الطريق إلى الأراضي التركية إلى زعزعة استقرار القادة الكُرد، وقالت السيدة خليفة: "إنهم يشعرون بأنهم مكشوفون ومتسللون، يجب أن يكون لدى تركيا مُخبرين على الأرض، مما يخلق حالة من عدم الثقة".
وأضاف السيد "أورهان"، الذي يعتقد بشدة أن هجوما بريا تركيا لا يزال قيد الدراسة، يمكن أن يستهدف تل رفعت ومنبج.
وقالت السيدة خليفة: "يعتقد الكثيرون في أنقرة أن الهجوم على تل رفعت يمكن أن يكون سريعا ومُربحا، إنهم يعتقدون أن المنطقة هي نقطة انطلاق لهجمات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي على الجنود الأتراك".
ويعتقد السيد أورهان، أن روسيا وهي حليف لنظام الأسد، ولها سيطرة جوية على المنطقة، يمكن أن تسمح لأنقرة بفعل ذلك.
من ناحية أخرى، تواجه العملية الكبيرة لتوسيع "المنطقة الآمنة" معارضة، فقد حذّرت واشنطن أنقرة من أي عملية تُهدّد تعاونها مع قوات "قسد"، وتعارض موسكو وطهران عملية من شأنها أن تزيد من تآكل سيادة نظام الأسد، وبفضل توسُّطها الناجح في القضية الأوكرانية، تمتلك أنقرة الآن بعض النفوذ تجاه موسكو، لكنها قد تواجه أيضا عقوبات دولية من شأنها أن تُفاقم أزمتها الاقتصادية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران 2023.