بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
لم تمضِ إلا ساعات قليلة على بيان وزارة الخارجية الفرنسية حول "مجزرة التضامن" حتى ردت وزارة خارجية نظام الأسد بتصريح يزعم أن المشاهد "مفبركة وتفتقد لأدنى درجات المصداقية"، فما الذي دفع النظام للرد بهذه السرعة على بيان الخارجية الفرنسية، في حين اكتفى بالصمت تجاه فيديوهات المجزرة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور يحيى العريضي لبلدي نيوز، إن نظام الأسد يستطيع تدبر أمره مع البريطانيين بطرق مختلفة، خاصة أنهم كانوا مصدر تحقيق المجزرة عبر صحيفة الغارديان، كما أن الرواية بقيت في إطار الإعلام ولم تتخطاه باتجاه السياسة.
ويرى "العريضي" أن صدور بيان إدانة من دائرة سياسية وبنص بيان عن الخارجية الفرنسية، فإن ذلك كان ثقيلا على نظام الأسد، مرجحا أن تكون أمريكا وراء البيان لجهة التناغم ببن الجانبين.
ولفت "العريضي" إلى أن رد النظام "الصبياني والمرتبك والسريع والمتوتر، دليل على الوقع الكبير للبيان عليه، وزعمه أن المشاهد مفبركة، على الرغم من وجود الصوت والصورة، إضافة لاتهام فرنسا بأنها شريكة بسفك الدم السوري دليل آخر على ارتباك النظام من البيان وتخبطه.
واستذكر "العريضي" كلام وليد المعلم وزير خارجية الأسد السابق عندما قال أنه سيمحي أوروبا عن الخارطة، وتساءل "العريضي"، "فلماذا يوتر النظام هكذا بيان ويجعله يتخبط بالرد".
وشدد على أن بيان الخارجية الفرنسية يأتي بالتزامن مع محاولات تطويق روسيا التي ارتكبت الجرائم في أوكرانيا، مضيفا أن باريس تعمل على أدانة المنظومة الاستبدادية لأحد أذرع موسكو في العالم.
وكانت الخارجية الفرنسية، قالت في بيان في 12 آب الحالي، إنها أحالت وثائق تتضمن صورًا وتسجيلات مصوّرة للمجزرة التي ارتكبتها القوات الموالية للنظام السوري في حي التضامن بدمشق عام 2013، إلى مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب (PNAT).
وتعد الوثائق نتيجة جهد طويل للعديد من الأشخاص المدافعين عن حقوق الإنسان، وفق ما ذكره البيان، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة يمكن أن تكون من أخطر الجرائم الدولية وجرائم الحرب.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قالت في 29 نيسان\أبريل 2022 تعليقا على مجزرة التضامن، إنها ملتزمة "بمحاسبة النظام السوري على الفضائع التي ارتكبها بحق شعبه".