بلدي نيوز - (عمر الحسن)
أعلنت روسيا عن خطتها الإنسانية في حلب، والتي تضمنت فكرة إيجاد معابر "آمنة"، والسماح للمدنيين بالخروج منها إلى مناطق النظام.
المعابر الأربعة الآمنة التي عرضتها روسيا عبر النظام، الذي ألقى خرائط للمدينة مثبت عليها مناطق المعابر، التي يفترض بالمدنيين الخروج منها الى مناطق سيطرته.
على الرغم من كل الحديث السياسي، الذي تجلى في التصريحات التي أطلقها عدد من السياسيين الغربيين، والمسؤولين في الأمم المتحدة التي تحدثت عن عجز وفشل الخطة، لكن الروس والنظام أكدوا إنسانيها وإمكانية نجاحها.
فحتى المندوب الأممي إلى سوريا "ديمستورا"، صرح أن الروس والنظام يجب أن يسلموا هذه المعابر للأمم المتحدة لأنه عملها على حد وصفه، وأنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، لأن لا أحد سيعبر خلال القصف والمعارك.
الثوار من جهتهم أكدوا وبأكثر من طريقة، أنه لا يوجد أي شكل من أشكال المعابر، وأرفقوا تأكيداتهم بالعديد من الفيديوهات من المناطق التي تعتبر "معابر آمنة"، تثبت أنها مجرد خطوط قتال، لا إمكانية للعبور إلى أي مكان منها.
الأمر الذي أكده بيان للدفاع المدني اليوم الأحد، قال فيه أنه وثق في الأمس السبت استشهاد أحد المدنيين وهو يحاول العبور إلى مناطق النظام عبر طريق صلاح الدين الذي صدًق للأسف كذب النظام وتم قنصه وهو في طريقه للمعبر الإنساني الذي أعلن عنه.
300 ألف محاصر
التعاطي الإعلامي الغربي مع الخطة يمكن اعتباره داعما للأسد لأبعد الحدود، فالعديد من المواقع التابعة لمؤسسات إعلامية مهمة تحدثت عن بدء خروج العائلات من المدينة، والتي نقلوها بناية على رواية النظام والفيديوهات التي بثها، عن مجموعة من العائلات التي تغادر المدينة، حيث تحول النظام إلى المصدر الأول للروايات الموثقة، وتحول بشار الأسد إلى "الرئيس السوري".
الرواية أخذتها العديد من الوسائل الإعلامية الغربية مثل "CNN - BBC - FRANC24 - ووكالة رويترز"، والعشرات من المواقع الإخبارية الأخرى، التي نقلت الصورة حسب رواية النظام، حيث عرضوا صور المدنيين الذي يفترض أنهم هربوا من المدينة، و"المتمردين" الذين ألقوا سلاحهم وعادوا لحضن الوطن، وعرضوا فيديوهات كان النظام نشرها من المناطق التي يسيطر عليها، متخذين من وكالة سانا المصدر الوحيد لأخبارهم، حيث ذكرت معظم المواقع أن 169 مدنياً، كحصيلة للذين خرجوا من المدينة و70 من المسلحين الذين سلموا أنفسهم، متناسين أن المدينة فيها قرابة 300 ألف مدني على أقل تقدير.
فلم تكلف أي وسيلة إعلامية نفسها مشقة الحصول على الخبر بمهنية، كالتأكد من صحته، أو سؤال "الطرف الثاني"، عن حقيقة خروج المدنيين من المدينة وحقيقة المعابر الآمنة، خصوصاً أن معظم الذين ظهروا في الفيديوهات كانوا ملثمين بهدف عدم التعرف عليهم.
الأمر الذي يؤكد رواية الثوار والإعلاميين في داخل المدينة، أن هؤلاء هم أشخاص من المناطق الموالية للنظام، جلبهم بهدف تصويرهم.
دروع بشرية
شطحت بعض المواقع الأقل شهرة للقول أن المسلحين يمنعون خروج المدنيين من حلب، ويستخدمونهم "كدروع بشرية"، على الرغم من أن ذات المواقع نقلت خبر الممرات الآمنة، وخروج المدنيين من المدينة بناء على رواية النظام.