بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
نقلت وكالات أنباء عالمية، وصحف عربية عريقة "توصف بأنها منحازة للثورة السورية"، أخباراً تفيد بخروج عشرات العائلات من أحياء حلب المحاصرة باتجاه مناطق سيطرة النظام في المدينة. وكان اللافت أن هذه الصحف قد نقلت الأخبار "بحيادية" ومن طرف واحد فقط، من دون إيراد وجهة نظر المعارضة، أو حتى تكليف مراسليها أو صحفيين حياديين بتقصي الحقائق وتزويدها بمعلومات من الأرض.
فقد نقلت صحيفة الحياة التي تصدر بطبعتين من لندن والسعودية، خبراً تحت عنوان: خروج «عشرات العائلات» من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، جاء فيه: "خرجت «عشرات العائلات» اليوم (السبت) من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة المعارضة عبر الممرات التي فتحها النظام السوري بين شطري مدينة حلب أمام الراغبين في المغادرة، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا).
وأوردت الوكالة أن «عشرات العائلات خرجت صباح اليوم عبر الممرات التي حددتها محافظة حلب لخروج الأهالي المحاصرين من جانب المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت إلى حي صلاح الدين».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» خروج عدد من المدنيين من الأحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين.
وأضافت "سانا": «استقبل عناصر الجيش الأهالي ونقلوهم بالتعاون مع الجهات المختصة بواسطة حافلات الى مراكز الإقامة الموقتة».
وأشارت الوكالة الى «وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاماً من أحياء حلب الشرقية إلى حي صلاح الدين» الذي يمر فيه خط التماس بين الطرفين المتنازعين".
كما نقلت الصحيفة عن (سانا) خبر "خروج مسلحين وتسليم أسلحتهم لقوات النظام"، مستشهدة بصور من "الإخبارية" السورية لتدعيم تقريرها.
بلدي نيوز، تحققت من الأخبار عبر شبكة مراسليها المنتشرين على الأرض في الأحياء المحررة من المدينة المحاصرة.
زياد الحلبي، مراسل بلدي نيوز في حلب، أكد أن قلة حاولوا العبور باتجاه مناطق النظام، إلا أن قناصة النظام قاموا باستهدافهم، ولا يوجد أي عبور لعائلات أو جماعات يمكن أن نسميه ظاهرة.
أما باسم الحلبي، مدير مكتب التنسيق والمتابعة بين الفصائل بحلب، فنقل حقيقة ما حدث لبلدي نيوز، بالقول: "بعد حصار مدينة حلب وقطع شريانها الوحيد بدأت مليشيات الأسد الترويج عبر إعلامها بأنها فتحت معابر آمنة لخروج المدنيين من مدينة حلب، حيث قام الطيران المروحي بإلقاء مناشير فوق الأحياء المحاصرة، مرسوم في المناشير خريطة للمعابر وتعليمات الوصول لها وكيفية التقدم باتجاهها،
وحصل على هذه المناشير العديد من المدنيين القاطنين داخل أحياء حلب المحاصرة, وفي اليوم التالي توجه شخص مدني إلى معبر بستان القصر ظناً منه بصدق مليشيات الأسد بفتحها للمعابر، وأثناء تقدمه باتجاه معبر بستان القصر قام قناص القصر البلدي باستهدافه بطلقة تبعها قذيفتان من مدفعية قوات الأسد استهدفت المنطقة، وفي الوقت ذاته كان يروج إعلام الأسد أنه استقبل عدة عائلات من المدنيين قادمين من داخل المناطق المحاصرة".
وتابع الحلبي موضحاً: "جميع المدنيين الذين قام بتصويرهم قاطنون داخل مناطق سيطرة النظام، وقد جلبهم كي يستخدمهم كمادة إعلامية يعبر بها عن صدقه بفتح الممرات الخلبية (ممرات الموت)، فيوم أمس حاول مدني العبور إلى مناطق سيطرة النظام عبر معبر صلاح الدين الذي أعلنت عنه، فقامت قوات النظام باستهدافه أيضاً، واليوم يبثون عبر إعلامهم أنهم استقبلوا عدة عائلات من معبر صلاح الدين، مع العلم أن مليشيات الأسد لم تفتح أي معبر".
وأضاف: "قمنا بتصوير عدة مقاطع فيديو لننفي ما تداولته وسائل إعلام النظام والناقلون عنها، وفي الوقت ذاته قامت مليشيات الأسد ببث صور ومقاطع فيديو لمن زعمت أنهم مسلحون سلموا أنفسهم، وهذا ما ننفيه أيضاً، حيث ظهروا بلا ملامح ولا التعريف عن أسمائهم".
وتساءل رئيس مكتب المتابعة: "لماذا تم إخفاء جميع ملامحهم، بما أنهم أصبحوا في حصن الوطن؟..".. مؤكداً أنهم عساكر تابعون للنظام وقد تم استخدامهم في هذه التمثيلية، وهذا ما دأب إعلام النظام على ترويجه منذ بداية الثورة، فأصبح معروفاً عالمياً بأنه أكبر آلة تضليل إعلامي في العالم.