بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
أصدرت "الفرقة 16" إحدى فصائل الجيش السوري الحر العاملة في حلب وريفها، اليوم السبت، بياناً وضحت فيه ملابسات انسحابها من حي بني زيد بمدينة حلب مؤخراً، والذي سيطرت عليه قوات النظام، معلنة مسؤوليتها عن أي خطأ أو تصرف قبل تاريخ الـ 20 من شهر تموز الحالي.
وجاء في بيان الفرقة 16 أن مقاتلي الفرقة سطروا بطولات عديدة في محاربة قوات النظام في التصدي للهجمة الجوية والبرية الشرسة التي تعرضت لها مدينة حلب مع جميع الفصائل، وأنهم كانوا آخر من انسحب من مواقعه في المنطقة التي يتمركزون بها على خطوط التماس مع قوات النظام وميليشيات الـ"بي كي كي".
وأوضحت الفرقة في بيانها أنها خسرت خلال عملية الانسحاب 29 شهيداً وأكثر من 54 جريحاً و 7 عناصر في عداد المفقودين، جراء الاشتباكات العنيفة التي خاضتها مع قوات النظام لتأمين طريق انسحاب لجميع عناصرها من مواقعهم في حي بني زيد.
بلدي نيوز تواصلت مع "رائد الشيخ " مسؤول المكتب الإعلامي للفرقة 16 والذي أوضح ملابسات انسحاب الفرقة بجميع عناصرها من الأحياء التي كانت تتمركز فيها، وما روجه النظام عن السيطرة على مستودعات الفرقة، وكل ما روج عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن خيانات أو عمليات تسليم لمواقع الفرقة لقوات النظام، فقال: "ما حصل لنا بالضبط أن النظام بدأ هجمة كبيرة على مواقعنا في الخالدية والأشرفية وبني زيد في 11 رمضان بشكل يومي هناك هجومان، وكانت الفرقة تتصدى بمفردها لجميع الهجمات، بالإضافة للقصف العنيف الذي تتعرض له حيث أدى لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف عناصر الفرقة، واستمرت الهجمة حتى 26 رمضان، وصلنا لمرحلة استنزاف كبيرة في العناصر وطاقاتنا البشرية غدت بين شهيد وجريح، ولم نكن نعلن حفاظا على الروح المعنوية للمقاتلين، أضف إلى ذلك تعرض مقراتنا لقصف عنيف وسياراتنا ومستودع للذخيرة أيضا، الأمر الذي ساهم بإضعاف الفرقة بشكل كبير".
وأضاف الشيخ: "طلبنا المؤازرة التي وصلت في 26 رمضان، وطلبوا منا الخروج من الخالدية، وبالفعل خرجنا منها وسلمناها للفصائل الأخرى، إلا أن النظام صعد من هجومه على المنطقة وبدأت المواقع تتساقط تباعاً.. أبرزها منطقة المعامل، الأمر الذي دفع الثوار للانسحاب من مواقعهم، أيضاً تقدم قوات النظام من جهة الملاح أدت لانقطاع طريق الإمداد باتجاه مواقعنا، ولم نعد نستطيع إخراج الجرحى أو إدخال الغذاء، ما تسبب بترهل كبير على الجبهات وسط استمرار القصف والمعارك، فاضطررنا لخوض معركة شرسة للخروج من المنطقة، خسرنا فيها عشرات الشهداء والجرحى، وعدداً من المفقودين لم نستطع معرفة مصيرهم".
أما ما روجه النظام من السيطرة على أسلحة وذخائر للفرقة 16، فأوضح الشيخ: "كل ما كان لدينا من سلاح وذخيرة استخدمناه في المعركة الأخيرة بعد استنزاف قدراتنا، وما سيطر عليه النظام وبثه على مواقع التواصل هو مستودع لتصنيع الصواريخ والقذائف الثقيلة، وجميعها ما زالت قيد التصنيع، أما القذائف المجهزة فقد تم استخدامها في المعارك مع قوات النظام جميعاً".
وعن قيادة الفرقة بيّن الشيخ أن قيادات في الفرقة أصيبت في المعارك الأخيرة وبينهم من سقط لهم شهداء وجرحى اضطروا للخروج لتلقي العلاج، ولا صحة لكل ما روج عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات مست قيادة الفرقة وعناصرها".
وأشار الشيخ إلى أن الفرقة 16 ما زالت موجودة، وتعمل القيادة على إعادة هيكلة وترتيب صفوفها بعد أن فقدت مقراتها والعشرات من عناصرها، على أن تواصل بمشاركة جميع الفصائل عمليات التحرير والدفاع عن المدنيين.
وتعد الفرقة 16 من أبرز مكونات الجيش السوري الحر في مدينة حلب وريفها، إذ يبلغ تعداد عناصرها ما يقارب الـ 2500 عنصراً، كانت تنتشر في أحياء بني زيد والخالدية والليرمون والهلك وبستان الباشا، على جبهات زتيان وحيان وبيانون مع قوات النظام، إضافة لوجود عناصر لها على جبهات التماس مع تنظيم "الدولة" في كلجبرين وتلالين بالريف الشمالي لحلب، حيث كان تأسيسها في أواخر عام 2013 ولها مشاركات فعالة في العديد من المعارك التي خاضها الثوار في مدينة حلب وريفها.