بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق الخوام)
شهدت الغوطة الشرقية مؤخراً حركة نزوح جديدة داخلها، أغلب النازحين من بلدات جنوب الغوطة "المرج" التي شهدت في الأسابيع الماضية تقدّماً لقوات النظام، ما دفع مئات العائلات من البلدات والقرى الجنوبية للغوطة بالتوجه للمناطق الداخلية التي تعد أكثر أمناً، إلا أنها شهدت في الأيام الأخيرة قصفاً ممنهجاً للتجمعات السكنية من الطيران الحربي.
وتسببت موجة النزوح الأخيرة بارتفاع نسبة الاكتظاظ السكاني في بقعة جغرافية صغيرة محاصرة منذ 3 سنوات، وهذا ما جعل ظاهرة المبيت بالعراء منظراً شبه اعتيادي في شوارع الغوطة التي تتعرض بشكل مستمر للقصف.
وأفادت الصحفية "ورد مارديني" من الغوطة الشرقية، أن أزمة النازحين تفاقمت بسبب تفاقم أعدادهم بشكل كبير بعد الحملة العسكرية على المنطقة، كما يفتقر النازحون للمساعدات الغذائية، خاصة بعد إحراق ما يقارب 70% من أراضيهم الزراعية.
هذا وقد صرح المجلس المحلي لريف دمشق بعجزه عن استيعاب وإغاثة النازحين من منطقة المرج، كما ناشد المجلس المحلي المنظمات الإنسانية والمدنية التدخل لمساعدة النازحين قبل حصول كارثة إنسانية، حيث تستوعب الغوطة الشرقية قرابة 11000 عائلة مهجرة من بلدات المرج، كان آخرهم حوالي 3000 عائلة، أغلبهم نزحوا من الأحواش والميدعاني وحزرما.
فيما وصفت السيدة صفاء من بلدة الميدعاني لبلدي نيوز معاناتها مع النزوح، بقولها: "كان منزلنا كبيراً ولدينا أرضنا الزراعية الخاصة، لكن النظام استهدف منزلنا وأرضنا بالغارات الجوية، فاضطررنا للهرب من المنطقة أنا وزوجي وأولادي الأربعة، نحن الآن نسكن في غرفة واحدة، ومع ذلك أحمد الله لأن الكثير من النازحين نصبوا خيمهم في الطرقات، ولم يجدوا منزلا يؤويهم".
بينما طالب بعض النازحين من منطقة المرج مكاتب الإيواء والمجلس المحلي في الغوطة الشرقية بردّ معروفهم، حيث كان أهالي قطاع المرج يتقاسمون بيوتهم مع النازحين في بداية الأحداث، عندما كانت قوات النظام تسيطر على بلدات القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية.
والجدير بالذكر أن نازحي المرج يفتقرون للمساعدات الغذائية والإنسانية والطبية، في ظل قصف مستمر على الغوطة الشرقية من الطيران الحربي، ما خلف مجازر ودماراً كبيراً في الأبنية السكنية والبنى التحتية.