بلدي نيوز – حلب (عمر الحسن)
كذّبت العديد من المصادر داخل مدينة حلب، وبخاصة في المناطق التي حددها النظام على أنها مناطق لمعابره الآمنة، ادعاء النظام حول وجود معابر آمنة في تلك المناطق، والتي قال أنه سيسمح للمدنيين بالعبور خلالها إلى المناطق التي يحتلها، حسب المناشير الورقية التي ألقائها على أحياء حلب المحاصرة.
فعلى الرغم من الكثير من الاهتمام الذي استجرته هذه الممرات، والتي تجاوزت في أهميتها موضوع حصار حلب بحد ذاته، وربما كان الهدف منها القول أن المدنيين تركوا المدينة عبر هذه المعابر، بهدف إيجاد تبريرات لقصفها أو الهجوم عليها، لكن الكثير من المصادر من داخل مدينة حلب أكدت أنه لا يوجد أي معابر نحو مناطق النظام، ولا يوجد أي شكل من أشكال القدرة على العبور نحوها ولا بأي طريقة .
قادة ميدانيون في القطاعات التي ذكرها النظام كمعابر آمنة أكدوا لبلدي نيوز، أن بعض المناطق التي ذكرها النظام كمعابر، هي فعلياً خطوط معارك ومحاور لمحاولات تقدم النظام، وبخاصة بعد إطباقه الحصار على المدينة، وربما ينوي النظام الاستفادة من فكرة المعابر الآمنة، لاستخدام المدنيين كدروع بشرية عند تقدمه بهدف منع الثوار من قتاله، خلال تقدمه بين المدنيين .
فحسب تصريح مصور لأحد الثوار المرابطين على جبهة سيف الدولة لشبكة بلدي نيوز، فلا يوجد أي شكل من أشكال المعابر في منطقة سيف الدولة، التي أعلنها النظام كأحد المعابر الآمنة التي تحدث عنها، بل تعتبر المنطقة أحد المحاور التي يستخدمها النظام للهجوم على المنطقة منذ فترة طويلة .
يذكر أن قوات النظام بدأت حملة العسكرية لقطع الطريق وحصار المدينة منذ ثلاثة أشهر، وانطلقت من منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، والتي سيطر النظام من خلالها على طريق الكاستيلو شريان حلب والمعبر الوحيد أمام المدنيين، وهو الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها.
يعرّض الحصار 400 ألف مدني داخل مدينة حلب لأوضاع إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة، بسبب الافتقار إلى جميع مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومواد غذائية، ولعدم دخول تلك المواد منذ قرابة الثلاثة أشهر، حيث كانت الميليشيات الكردية والشيعية والنظام في ذلك الوقت تسيطر على الطريق نارياً قبل الوصول للكاستيلو وقطعه.