بلدي نيوز – حلب (محمد أنس)
أكد مصدر خاص من جبهة "فتح الشام"، التي أعلن عن ولادتها أمس الخميس، عن وجود تغيرات جذرية في السياسة العامة للتشكيل الجديد.
وكان أعلن قائد جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، فك الارتباط بتنظيم القاعدة، وتأسيس تجمع أخر بدلاً من النصرة باسم "جبهة فتح الشام" برفقة شخصين، هما أبو عبد الله الشامي على يساره وأبو الفرج المصري على يمينه.
المصدر الخاص -الذي فضل حجب اسمه- قال لبلدي نيوز "فك الارتباط بين جبهة النصرة والقاعدة، ترتب عليه تغيرات جذرية في السياسة العامة"، مؤكداً على وجود تحضيرات للتعامل مع مجموعة من الملفات مثل السياسية، والإعلامية والخدمية، وغيرها الكثير.
وأضاف "خلال الفترة الحالية على أقل تقدير لن يكون هنالك مكتب سياسي، ولكن هذا الأمر ربما يكون خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى إن جبهة "فتح الشام" سيكون لها خلال المرحلة الحالية والتالية صفات قريبة من بعض الفصائل"، وفق قوله.
ونوه المصدر إلى محاسن فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة، معتبراً حل الروابط بين التنظيمين سيكون عاملاً إضافياً لدفع الشباب السوري للانضمام إلى جبهة فتح الشام، والتوحد والتقارب مع بقية الفصائل.
بدوره، قال أبو يوسف المهاجر الناطق العسكري لحركة أحرار الشام الإسلامية لبلدي نيوز إن شكل الدولة المستقبلية التي تتبناها الحركة وحركة فتح الشام هي دولة تحفظ حريات الناس يحكمها الشرع سلطاناً فوق الكل، وتطبق فيها الشريعة بالمستطاع، بعيداً عن النهج الداعشي"، وفق قوله. وأضاف المهاجر لبلدي نيوز إن الحركة بوصفها تعمل مع جبهة النصرة في نفس الساحة (الساحة الشامية) هي من دعتها لفك ارتباطها عن تنظيم القاعدة"، واصفاً الوضع "كأبناء سفينة واحدة يخشى الجميع أن تغرق في حال بقيت مرتبطة بتنظيم القاعدة".
من جانبه، اعتبر القائد العام لـ"أجناد الشام" أن فك الارتباط عن تنظيم "القاعدة" لمصلحة الثورة السورية، وأعرب في حديث لوكالة "سمارت" عن دعمهم القوي لهذه الخطوة، وجاهزيتهم لـ"التوحد مع جبهة فتح الشام".
التجاوب الغربي مع إعلان فك ارتباط "جبهة النصرة" (سابقا) عن "القاعدة" جاء سلبياً منذ لحظاته الأولى، حيث أوردت صحيفة "التايمز" البريطانية نقلاً عن "تشارلز ليستر" الخبير الأوروبي في شؤون الجماعات الجهادية، قوله "اللعبة الطويلة التي تمارسها جبهة النصرة، عبر ادخال نفسها داخل الثورة السورية، قد تصبح أكثر خطورة واستدامة من خلافة تنظيم الدولة نفسه، والذي يرفضه معظم السوريون".
وأضاف ليستر أن "هجرة قادة تنظيم القاعدة الكبار لشمال غرب سوريا، يمثل إعادة إحياء لتنظيم القاعدة المركزية على أبواب أوروبا"، محذراً من "أفغانستان على حدود أوروبا"، على حد وصف المصدر.