برئاسة انقلابي ومخلوع.. قمة "الأمل" توطد اليأس العربي - It's Over 9000!

برئاسة انقلابي ومخلوع.. قمة "الأمل" توطد اليأس العربي

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

سلمها رئيس انقلابي لرئيس انقلابي!.. في مشهد كان يضم معظم المنقلبين على الديمقراطية وعلى الربيع العربي الذي أرادوا تسويقه "كإرهاب" يجب أن ينسقوا جهودهم في مكافحته!..

قمة عناوينها الأبرز كانت أشبه بنكات، فمن زعيم عربي ادّعى أن محاولة اغتيال تنتظره في نواكشوط، إلى آخر لم يجد طائرة تقلّه لمكان الاجتماع، إلى وزير دولة غارقة بالقمامة يأنف وفد بلاده أن يبيت في موريتانيا لأنها غير ملائمة صحياً!..

إلا أن النكات لم تكن كلها مضحكة، فقد غلب الألم على بعضها، وتناولها الجمهور العربي بمرارة ويأس معلناً فقدان كل أمل من قمة الأمل!..

فالرئيس الذي تسلم رئاسة القمة العربية، محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا، هو عسكري انقلابي، انقلب في العام 2008 على رئيس شرعي منتخب، حاله كحال الرئيس السابق للقمة العربية الذي تسلم منه الرئاسة العتيدة، وهو الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي انقلب هو أيضاً على الشرعية واحتل السلطة بالقوة.

وعلى المنصة، إلى جانب الجنرال الانقلابي، برز أيضاً وجه يعود إلى حقبة سياسية بائدة، أو هكذا يجب أن تكون، بعدما دفعت الشعوب العربية من دمها لإزاحة تلك اللحظة عن مستقبلها، إلا أن وزير خارجية المخلوع حسني مبارك كان حاضراً على المنصة، رئيساً لجامعة الدول العربية، في مشهد يوحي تماماً بأن ما يحصل في سوريا الآن، من قتل وتدمير وسحق للناس، هو ما يريده ويباركه معظم أولئك المنتمين إلى سلطة العسكر والسلطات البائدة.

ولأنها مجاملة سياسية لا أكثر، فقد عزف معظم "القادة" عن الحضور، واكتفوا بتمثيل متواضع، مدركين أن لا قرارات عربية في هذه المرحلة، كما في سابقاتها، فالأحلاف أكبر وأبعد من الحدود وروابط القومية والدين، ولم يخرج الخطاب عن سياقاته المملة المكرورة، من فلسطين إلى ضرورة التضامن العربي إلى مكافحة "الإرهاب"، وسط غياب كامل لأي قرار مصيري أو شبه مصيري يمكن أن يغير شيئاً في المعادلة العربية المستعصية.

وكان مقرراً عقد الدورة الحالية للقمة العربية يوم 29 مارس/آذار في مدينة مراكش السياحية المغربية لكن السعودية طلبت تأجيلها للسابع من أبريل/نيسان.

وفي 19 فبراير/شباط أعلن المغرب أنه قرر عدم استضافة القمة، وقالت وزارة خارجيته في بيان "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي".

وقد كان ما قالته المغرب، أو أقل منه بكثير..

التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي لم تكترث كثيراً بالحدث، وترواح المعلقون ما بين ساخر وشاتم غالباً، مستحضرين قصيدة مظفر النواب "قمم.. قمم.. معزا على غنمْ...".

إلا أن اقتراحاً طرحه السوري محمد دغمش يمكن أن يكون جديراً بالنقاش من قبل الجامعة العربية مستقبلاً، وهو أن تُعقد القمة في "غرفة واتس أب" توفيراً للوقت والمال!..

وإن كان من شيء إيجابي أو شبه إيجابي في هذا المحفل الباهت، فهو فرحة بعض الموريتانيين باستضافة أشقائهم، وكذلك شعورهم بأن لهم مكانة وبيتاً يمكن أن يُزار..

وشخصياً، ومن خلال ما عرفته عنهم ورأيته من حسن أخلاقهم وطيب معشرهم ونبل معدنهم، أقول إن هؤلاء "القادة" قد شرفوا بكم، وإنكم وحدكم النقطة المضيئة في دهاليز هذه العتمة وهؤلاء المعتمين..

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا