بلدي نيوز
نشرت عدة مواقع إخبارية مختلفة مثل موقع "موسكو نيوز" الروسي المعارض، و"ديبكا" الإسرائيلي، نشرت أنباء حول سحب روسيا قواتها من سوريا لنشرها في أوكرانيا، ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب السلطات في موسكو، سواء بالنفي أو الإيجاب، على هذه التقارير.
ونقلت المواقع -عمن وصفتها بالمصادر العسكرية- أن روسيا بدأت بنقل قواعد في منطقة الصراع السوري، حيث كانت تنتشر قواتها، إلى ميليشيات "الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني".
يؤكد العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين، أن سحبا جزئيا للقوات الروسية من سوريا "يمكن افتراضه نظريا، على قاعدة أن روسيا تمكنت من إنجاز المهمة الأساسية لها، والمتمثلة بالقضاء على تنظيم (داعش)" وتمكين قوات النظام من السيطرة على أغلب المناطق في البلاد "إلى جانب التقدم على خط المصالحة".
ويرى أن السحب الجزئي للقوات يمكن فقط، أن يتحقق نتيجة لتفاهم بهذا الخصوص بين القيادتين السياسية والعسكرية في كلا البلدين.
وأكد في الوقت نفسه أنه "في كل الحالات لم تعد هناك حاجة للحفاظ على تشكيلات عسكرية روسية بأعداد كبيرة في سوريا، وخصوصا القوات البرية، حيث أصبح من الممكن الآن الاكتفاء بالقوات الإستراتيجية، والقيام بأية عمليات ملحة من حوض البحر الأبيض المتوسط".
ويعتقد العسكري الروسي أن التقارير التي تحدثت عن سحب موسكو القوات من سوريا.. ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الدعاية الغربية التي تحاول تضخيم أي قرار بانسحاب جزئي مفترض للقوات الروسية، لصالح الحرب النفسية التي تشنها بهدف الإيحاء بأن القوات الروسية في أوكرانيا تعاني من نقص في العدد أو ضعف في الكفاءة.
وبرأيه، فإنه حتى "لو كانت هناك دلائل على تحريك القوات الروسية وإرسال بعضها إلى أوكرانيا، فإن هذا لا يدل على تغيير إستراتيجي في الانتشار الروسى بسوريا، وهو بالتأكيد ليس بداية لانسحابها من هناك".
بدوره، يستبعد الخبير في الشؤون العربية، أندريه أونتيكوف، حدوث قرار روسي في الظروف الحالية لجهة سحب قواتها العسكرية، بالحد الأدنى القوات المنتشرة جنوب سوريا نظرا لطبيعة المنطقة التي قد تصبح "قابلة للاشتعال" في حال وصول الميليشيات الإيرانية و "حزب الله" إلى مشارف هضبة الجولان وانتشارها على خطوط التماس المقابلة لإسرائيل.
ويتابع أونتيكوف، ، أن "موسكو تدرك حساسية الجيوسياسية لمناطق الجنوب السوري، وأنه سيكون من الغريب أن تتخذ قرارا غير مدروس وخطر من هذا النوع".
وختم بأن أي انسحاب روسي ينبغي أن يكون مشروطا بقدرة قوات النظام على ضمان الاستقرار والأمن، ليست فقط بالمناطق التي كانت توجد فيها الوحدات الروسية، بل وتلك الواقعة على الحدود مع دول الجوار.
المصدر : الجزيرة