بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
بدأ الأسد امتحان حقيقة ما يردده من تبقى من مواليه (بالروح بالدم نفديك يا أسد)، ليضعهم بمواجهة واقعية تميت من يستمر في ساحات القتال، فأمس السبت، أصدرت قيادة قوات الأسد قراراً "يحفز" الملتحقين بها على إكمال خدمتهم من خلال "تطويعهم"، وفقاً لما أكدته "دمشق الآن" إحدى وسائل إعلام الأسد المخابراتية، وشبه الرسمية في فيس بوك.
وذكرت الصفحة أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت عن قبول تطويع الضباط المجندين والمحتفظ بهم والمساعدين للخدمة الاحتياطية كضباط عاملين برتبة ملازم أول".
وبيّنت أنه سيتم التطويع "لصالح التشكيلات المقاتلة حصراً، باختصاصات الكلية الحربية (الدورة العسكرية التي يتبعها الضابط)"، بحيث تحسب الخدمة الاحتياطية برتبة ملازم أول احتياط كخدمة عاملة عند التطوع (قدم بالرتبة)، بشرط أن لا يتجاوز العمر بتاريخ 1/10/2016 الثلاثين عاماً، وأن يكون لائقاً صحياً للخدمة العسكرية".
وأوضحت أن "ضباط الإدارات والمؤسسات والوحدات الأخرى في حال قبول تطوعهم سيتم نقلهم إلى التشكيلات المقاتلة (فرق-ألوية-أفواج)".
موالون كشفوا في تعليقاتهم على الخبر أن الهدف من وراء هذا القرار، هو احتيال جديد لنظام الأسد على من يقاتل في صفوف قواته تحت مسمى "متطوع"، وليس محتفظاً به، لاستثماره ما أمكن، حيث قال أحد المعلقين باسم ميلاد اسماعيل أن "الهدف الغير المباشر من القرار (تسريح ما في هلق)، بتوقع 90 % من المحتفظ بهم صاروا غير لائقين صحيا من الناحية النفسية، وهادا الشي عم نشوفوا كل يوم، هذا القرار فيه استغلال لحاجة بعض العساكر أو لظروفها".
وسخر آخرون من الشرط القائل أن يكون المتقدم لائقاً صحياً، حيث علق عماد جديد بالقول "عجبتني ..أن يكون لائق صحياً ..كيف عم يخدم إذا مو لائق"، في حين أكد آخرون أن هذا القرار هو لتصفية حقوق من أصيب أثناء دفاعه عن بشار، كي لا يستفيد من الراتب الشهري الذي يتقاضاه وهو مصاب الآن.
وكشف معلقون أن القرار يخفي في طياته نية خبيثة لنظام الأسد، وما هي إلا للاستغناء عمن دافعوا عنه أولاً، مشيراً إلى شرط العمر، حيث قال "كأنه تغيير ديمغرافي للجيش واستبعاد للمؤيدين ﻷنهم خدموا أولا ولم يهربوا، شو عم يصير شو شرط العمر".
وائل محمد، وهو أحد المنشقين عن قوات الأسد (صف ضابط)، قال إن "هذه النتيجة متوقعة، وكنا ندركها منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة، وما هي إلا خطوة لاستثمار من تبقى للدفاع عن بشار وحاشيته"، مؤكداً أن الأسد ونتيجة للنقص الذي تعانيه قواته لن يوفر أحداً للموت في سبيله.
ويضيف المحمد بحديثه لبلدي نيوز أن من بقي في صفوف قوات الأسد سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، وهذا القرار أكبر دليل على اعتبار المدافعين والموالين عن بشار مجرد قطيع مجهز للذبح، ولن يترك لهم بشار مجالاً آخراً سوى الموت فداءً له، وعلى من يرفض أن يضع بحسبانه أن مصيره سيكون في أفرع الأجهزة الأمنية والمعتقلات متهماً بخيانة (القائد).
تجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد ومنذ انطلاق الثورة السورية عمد إلى الاحتفاظ بكل عنصر في الجيش للدفاع عن عرشه، مانعاً تسريحهم وزج الآلاف منهم لقتل السوريين، في حين أصيب الآلاف بإعاقات دائمة، وما هذا القرار إلا لاستثمارهم مجدداً كقرابين للاستمرار بالدفاع عن الأسد، وفي أسوأ الاحتمالات التخلي عنهم بعدما "ضحوا" لأجله.