"ذو الهمة شاليش".. ظل "الأسدين" وصندوقهما الأسود - It's Over 9000!

"ذو الهمة شاليش".. ظل "الأسدين" وصندوقهما الأسود

بلدي نيوز - (تركي مصطفى)

نعت حسابات موالية لنظام الأسد على منصات التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الأحد، زهير شاليش الملقب باسم "ذو الهمة شاليش" الذي اقترن اسمه بالفساد في سوريا كأحد أشهر الشخصيات المقربة من عائلة الأسد والتي هيمنت على الأمن والاقتصاد السوري لعقود من الزمن، وقد تلاقت طموحات "شاليش" مع اتخاذ "الأسد" الأب تدابيرَ وقائيةٍ طافية لأمنه الشخصي، ليكون أحد أبرز ضباط المخابرات في القصر الجمهوري.

وبرز "شاليش" كرجل أعمال استحوذ على مفاصل استراتيجية متعددة للاقتصاد السوري مرتبطة بأطراف داخلية وخارجية.

تقول مصادر سورية معارضة إن "شاليش" كنز أكثر من مليار دولار داخل فيلله ومزارعه لعدم ثقته بالبنوك وإبقاء عملياته السوداء خارج إطار الشبهات طوال عقود.

 "شاليش" ابن عمّة رئيس النظام السوري، تولى على مدى ثلاثة عقود قبل عزله، عدة مناصب، من أهمها: رئاسة أمن رئيس النظام الحالي، ورئاسة فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية، بالإضافة إلى منصب المرافق الشخصي لرئيس النظام السابق حافظ الأسد.

ولد "ذو الهمة شاليش" في بلدة القرداحة بريف اللاذقية عام 1956، وأمه "حسيبة" شقيقة حافظ الأسد. وبلغ آل شاليش من الهيمنة والنفوذ في سوريا ما بلغه آل مخلوف من محسوبية مستمدة من قرابتهم لحافظ الأسد.

برز "شاليش" كشخصية أمنية منذ تعيينه رئيسا لحرس حافظ الأسد عام 1994 بديلا للعميد خالد الحسين ذو الأصل الفلسطيني واحتفظ بمنصبه حتى تاريخ عزله عام 2019، وسط حديث عن عزله بسبب قضايا اختلاس، إلا أن مصادر بلدي نيوز أكدت أن قرار عزله جاء لأسباب صحية وليس بسبب قضايا اختلاس.

مثّل وصول شاليش للسلطة الأمنية بداية تحوله إلى رجل أعمال حيث امتلك مع ابن أخيه آصف عيسى شاليش شركة "SES International"، التي هيمنت على قطاعي البناء واستيراد السيارات. وارتبط اسم شقيقه رياض شاليش كمدير لـ(مؤسسة الإسكان العسكري) التي تحولت إلى شركة "آل شاليش" فيما هيمن ذو الهمة مع شريكه "نزار الأسعد" على مناقصات مشاريع النفط والطرق الأعلى قيمة في الأراضي السورية على الإطلاق. وفي مجال تجارة السيارات، سيطر "ذو الهمة" على العديد من مكاتب الوكالات ومعارض السيارات التي تنتشر عند أطراف دمشق، وخاصة على الطريق الدولية المؤدية إلى حمص شمالي العاصمة وباتجاه مدينة حرستا بريف دمشق. ويعمل في تلك المعارض والمكاتب مئات الموظفين الذين يأتمرون بأوامره، وغالبيتهم من أقربائه ومن أبناء قرى الساحل السوري. هذا عدا انخراط عائلة شاليش في عدد من الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وغسيل الأموال وفق ما ذكره "تلفزيون سوريا" في تقريره المعنون بـ"موت "ذو الهمة شاليش"... حارس عائلة الأسد ورجل أعمالها السوداء".

في حزيران 2005، فرضت حكومة الولايات المتحدة عقوبات على ذو الهمة وابن أخيه آصف عيسى شاليش وشركتهما، "SES الدولية"، لشراء سلع ذات صلة بأنشطة الدفاع للرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، في انتهاك للعقوبات السابقة المفروضة على العراق. وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، ساعدت الشركة الحكومة العراقية السابقة في الوصول إلى أنظمة الأسلحة، من خلال إصدار شهادات مستخدم نهائي مزيفة للموردين الأجانب الذين أدرجوا سوريا كبلد المقصد النهائي. ثم شحنت الشركة البضائع إلى العراق. وتتهمه واشنطن، إلى جانب آصف شوكت، صهر بشار الأسد، بمساعدة الحكومة العراقية، قبل الغزو عام 2003، في نقل أسلحة الدمار الشامل الخاصة بها إلى سوريا لتخزينها، بمساعدة الروس.

لعب "ذو الهمة" دورا كبيرا في قمع الاحتجاجات إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011. مما حدا الاتحاد الأوروبي ثم أميركا، بفرض عقوبات عليه مع عدد من مسؤولي حكومة النظام لدورهم في قمع المظاهرات خلال المراحل الأولى من الثورة، ولكونه كان ممولاً رئيسياً ومنظماً لميليشيات "الشبيحة".

وفي خضم ولاءات الشخصيات الأمنية والعسكرية الفاعلة، بين روسيا وإيران، كطرفي هيمنة على نظام الأسد؛ عُرف عن شاليش تأييده إلى الطرف الإيراني واصطفافه إلى جانب ماهر الأسد شقيق رئيس النظام. وبحسب مصادر مقربة من النظام، عاقبت روسيا "شاليش" بعد اتهامه بتجارة الأسلحة وبيعها للمعارضة، وكذلك تهريبه للآثار وحيازته عقارات في دمشق واللاذقية.

على خلفية تلك التطورات الدراماتيكية، أصدر رئيس النظام أمرا بعزل شاليش من مهامه، وقيل آنذاك أنه خضع لإقامة جبرية داخل منزله في حيّ المالكي وسط دمشق.

على إثر عزله من مهامه تحركت عجلة النفوذ الروسي تحت ضجيج إعلامي يهدف إلى التخلص نهائيا من "شاليش" بالتواطؤ مع رأس النظام، بعد اتهامه بالضلوع في استهداف (القاعدة الروسية في مطار حميميم) عبر طائرات مسيرة انطلقت من مقالع تعود لشاليش في جبال القرداحة.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا