يعاني قرابة 900 طفل في حماة من مرض التلاسيميا، الذي يحتاج لتغيير الدم كل شهر، الأمر الذي تعجز المراكز الصحية في الريف المحرر عن تأمينه جراء انعدام الإمكانيات.
ويواجه القطاع الصحي في الداخل السوري تحدّيات وصعوبات تقف بوجه العاملين في المراكز الصحية، حيث يعملون بكوادرهم البسيطة على معالجة المرضى بداء التلاسيميا وإسعاف الجرحى الذين استهدفهم طيران النظام.
وتعددت حالات الإصابة بمرض التلاسيميا في ريف حماة، وسط صعوبة الحصول على العلاج الدائم، ما يجبر المصابين وأهاليهم إلى السفر نحو مناطق أخرى من أجل تأمين العلاج.
مأساة عائلة
ويعاني الطفلان "أحمد ويوسف" من مرض التلاسيميا، الأمر الذي يكلّف عائلتهما الكثير من المال بسبب متطلّبات العلاج الدورية.
ويسافر الطفلان برفقة والديهما إلى حماة كل شهر، لإجراء عملية تبديل الدم، لكن هذه المرة تتحول المعاناة إلى معاناتين، حيث يقول والد الطفلان لبلدي نيوز "أثناء اصطحابي للولدان آخر مرة، ذهبنا بها لعلاجهما، أوقفتنا دورية من الأمن العسكري وضربتني أمام ولداي، ثمّ اعتقلوني، وعادت زوجتي مع الولدين إلى الريف".
ويضيف "اعتقلوني لمدة ستين يوماً في فروع أمن النظام، وبقي الطفلان كلّ هذه المدّة دون علاج حتى ساءت حالتهما، فاضطرت زوجتي للذهاب بنفسها لإحضار أكياس الدم وكلّفها الأمر نحو 100 دولار، وهو المبلغ الذي ندفعه كلّ شهر لعلاجهما".
المعاناة تتفاقم
لم تسلم عائلة الطفلين "أحمد ويوسف" من موجة النزوح التي طالت أهالي ريف حماة، بسبب قصف طيران النظام ومدفعيته المتكرر على مدن وبلدات الريف الحموي.
وازدادت العوائق تعقيداً أمام العائلة بعد تأمين أكياس الدم، والبحث عن مركز صحّي يقوم بتنقية وتصفية الدم وفصل العناصر، يقول والد الطفلان: "سكنّا في خيمة على الحدود السورية التركية بعد هروبنا وتركنا لمنزلنا في ريف حماة، بسبب قصف الطيران الشديد، ونعاني هنا من البرد والحر والغبار التي أثرت على حالات أطفالنا بشكل سلبي".
ويكمل حديثه "ابتعنا كلّ ما لدينا من الأثاث المنزلي، ليصبح لدي بعض المال الذي يؤمّن استمرار علاج الأطفال، وتوفير ما يطلبه الأطباء مني كشراء الفواكه واللحم فهم يحتاجون للتغذية الصحيّة بشكل دوري".
ويحتاج الطفلان إلى 500 حتى 1000 غرام من الدم بشكل شهري، في حين يقدّر عدد مصابي التلاسيميا في ريف حماة بأكثر من 900 مصاب.
مساعدة خجولة
قال الدكتور حسن الأعرج مدير صحة حماة الحرّة إنّ العديد من المشافي التابعة لصحة حماة الحرة تقوم بعملية نقل الدم للمصابين بمرض التلاسيميا، حيث يتم النقل بالقطف المباشر من المتبرع مع مراعاة الاختبارات الضرورية والتصالب قبل نقل الدم، حرصاً على حياة المصاب ومعرفة الدم الذي سيغذي جسمه".
ويضيف "لا يوجد إحصائية شاملة للمصابين في ريف حماة، نظراَ للوضع الأمني السيء وعدم الاستقرار وحالات النزوح المتكررة في مناطق في الريف الحموي".
وتعدّ سوريا من البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض، حيث تقدر نسبة الإصابة به 7% داخل سوريا، بحسب وزارة الصحة التابعة للنظام في 2010.