بلدي نيوز – درعا – (حسام حوراني)
وقفت المرأة السورية إلى جانب الرجل منذ اندلاع الثورة السوريّة، محاولة أن تقدّم ما تستطيع لنصرة الثورة المطالبة بالحرية والكرامة، ودخلت المرأة في جنوب سوريا بنشاطات ثوريّة مدنيّة لا طاقة للرجل على تحمّلها، بسبب طبيعتها الشاقة والصعبة، فانضمّت للدفاع المدني لمساعدة الجرحى، وانتشال الضحايا من ركام المباني المستهدفة من قبل طيران النظام ومدفعيته.
عمل شاق
تعمل سارة الحوراني في مركز الدفاع المدني بدرعا، بعد أن كانت تعمل مع زملائها وزميلاتها كأفراد أو جماعات صغيرة.
تقول الحوراني لبلدي نيوز "نحن بحاجة لمنظمة قويّة تثبت نفسها على الأرض، وتنال الاعتراف الرسمي من معظم المنظمات والهيئات العالمية، إضافة لالتقاء أهدافنا كناشطات مع أهداف الدفاع المدني السوري، ونسعى ليكون الدفاع المدني العمود الفقري في سوريا".
وتضيف "يمتّد نطاق عمل الدفاع المدني لمناطق واسعة في سوريا، وتتسع مجالاته الإنسانية، ومن أهدافنا مدّ يد العون للسوريين المتضررين بعد شعورنا بتخلّي الجميع عن أهلنا أمام آلة القتل الوحشية التي يسعى من خلالها النظام السوري لتدمير البلاد، بقتل البشر والشجر والحجر دون تمييز وتفرقة بين المدني والعسكري".
وعن هدفها من عملها في الدفاع المدني، تتابع "حماسنا كنساء للعمل في هذا المجال هو استمرار لنضالنا في سبيل وطن إنساني ومتطور كباقي البلدان، كون سوريا تستحقّ أن تنال حريتها، وذلك من خلال عملنا في هذه المجالات والتي لها خصوصية حيث لا يمكن للمرأة إلا تقديم المساعدة".
مصاعب ومشاكل
يغير الطيران الحربي بشكل يومي على بلدات وقرى درعا، ما يستوجب تحرّك سريع للدفاع المدني نحو الأماكن المستهدفة لإنقاذ الجرحى والعالقين تحت الأنقاض.
عطر حوراني، إحدى المتطوّعات في الدفاع المدني، تقول لبلدي نيوز "هناك صعوبات تواجهنا كفريق دفاع مدني وليس فقط كنساء متواجدات ضمن هذا الجهاز، وأوّل هذه الصعوبات القصف المستمر، وأحياناً قصف ذات المكان الذي نهرع إليه لمساعدة المتضررين، نحن نتعرّض لخطر مستمر وقد نُصاب بأيّ لحظة لاسيما أنّ عملنا قريب من أماكن القصف".
وتكمل حديثها "إضافة لما سبق نفتقد في الدفاع المدني للمعدّات والآليات اللازمة لإتمام عمليات الإنقاذ بنجاح، فالإمكانيّات لدينا بسيطة جداً".
وتتابع عطر حوراني حول سبب انضمامها للدفاع المدني، قائلة "انضممت بسبب حاجة مجتمعاتنا لأيّ امرأة تنقذ المصابات من النساء ولأنّ الرجل يستصعب إنقاذ الجرحى من النساء، قررت الدخول في هذا الجهاز ومساعدة الجرحى من النساء".
وتضيف "من هنا ولدت الحاجة الملحة لوجود عنصر نسائي في الدفاع المدني، ورغبة منا في تقديم المساعدة وإنقاذ حياة الآخرين، وتقديم التوعية للنساء والأطفال حول مخاطر القصف وكيفية التصرف وقتها".