تحت نيران التحالف و"قسد" و"الدولة".. منبج تستصرخ العالم - It's Over 9000!

تحت نيران التحالف و"قسد" و"الدولة".. منبج تستصرخ العالم

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

"تضامن السوريون مع الفلوجة أكثر مما تضامنوا معها!"، يقول الصحفي السوري أيمن محمد، بلهجة المستغرب المعاتب..

منبج، التي يقطنها أكثر من 200 ألف مدني، وتتعرض لحرب مدمرة أو مجموعة حروب متسلسلة ما أن تنتهي حرب حتى تتبعها أخرى أشد ضراوة.

وما بين حرب السيطرة التي يخوضها تنظيم "الدولة" ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وقصف طيران قوات التحالف الدولي المساند للأخيرة، تعيش المدينة الاستراتيجية وضعاً كارثياً، يبدو أنه لن ينتهي قريباً، إذ تعتبر المدينة الواقعة شرقي حلب، بوابة رئيسية للولوج إلى محافظة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة"، كما أن الزعامة السياسية الكردية عبرت صراحة عن رغبتها بضم المدينة إلى فيدراليتها المزمعة "روج آفا"، فالأرض اليوم - في سوريا- لمن يسيطر عليها، لا لأهلها، فبعدما تحررت منبج على يد أبنائها من سلطة نظام الأسد إبان انطلاق الثورة السورية، جاء تنظيم "الدولة" ليسرقها منهم ويحتلها بداية العام 2014، جاعلاً منها واحدة من أهم معاقله في محافظة حلب، ثم لتبدأ "قوات سوريا الديمقراطية" حرباً جديدة مع التنظيم لاحتلالها بدعوى تحريرها من الإرهاب، ولكن ليس لإعادتها إلى سلطة أهلها، بل لضمها إلى دويلتهم، مدعومين بضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ودعمه السياسي.

ومع اشتداد المعارك على الأرض، وزيادة غارات طائرات التحالف التي تقتل المزيد من المدنيين يومياً، أطلق ناشطون مدنيون اليوم نداء جديداً موجهاً إلى "شرفاء العالم من قادة وإعلاميين وسياسيين وعلماء وحقوقيين"، قالوا فيه: "نحن أبناء مدينة منبج وريفها المشردين في المهجر ننادي أصحاب الضمائر الحية والكلمة الحرة في الوقوف مع الشعوب المقهورة، وسلامة المدنيين من الظلم والإجرام؛ لإنقاذ ما بقي منهم في ظل التعتيم الإعلامي للمأساة التي يعانيها أكثر من 200 ألف مدني محاصر في مدينة منبج، يموتون قصفا وقنصا وجوعا".

وأضاف النداء "إن منبج تلك المدينة التاريخية العريقة هي أقدم مدينة مأهولة في العالم تباد اليوم على يد التحالف الدولي باسم محاربة داعش الإرهابية، منبج اليوم تحاصر من قبل (داعش وقسد) لإبادة الناس فيها وتدميرها لا تحريرها".

وناشد النشطاء المجتمع الدولي و"شرفاء العالم" للوقوف مع المدنيين المحاصرين في منبج وحمايتهم، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وإجلاء المدنيين منها، منوهين إلى أن المدينة تضم نازحين بقدر عدد سكانها تقريباً.  

الكاتب والأديب عبد الباسط عليان، أحد الذين ساهموا بإطلاق هذا النداء وما قبله من نداءات، قال لبلدي نيوز: "وجهنا هذه الصرخة بعد يأسنا من تغافل الأنظمة والمنظمات والشعوب عن مأساة العصر (مذبحة منبج) لإيصال صرخات الثكالى والأطفال وأنات الجرحى وصورة الجثث التي عجز أهل أصحابها عن دفنها، علّ هذه الصرخة تخترق جدران الصمت الإعلامي وتحرك ضمائر الإعلاميين الأحرار في العالم، بسبب التعتيم الإعلامي على الفظائع التي يرتكبها ثالوث الإجرام    (داعش-التحالف- قسد) بحق أهالي مدينة منبج المحاصرين، الذين تحتجزهم داعش رهائنا و دروعا بشرية، بينما يقصف التحالف كل بناء يشتبه بوجود قناص على ظهره، فيدمر البناء على ساكنيه من المدنيين الأبرياء، لتأتي ميليشيات قسد وتكمل المهمة بالقصف المدفعي والقنص".

وعن الوضع الراهن للمدينة، يضيف عليان: "كان من نتيجة ذلك دمار هائل في الأبنية السكنية في الأحياء الغربية والجنوبية، وجثث الشهداء من النساء والأطفال تملأ الشوارع، ومن يستطيع مغافلة القناصين وسحب جثة أخيه أو ابنه ويدفنها في حديقة منزله، فهو محظوظ، بالإضافة إلى نزوح القسم الأكبر من سكان تلك الأحياء باتجاه داخل المدينة، حيث يفترشون الأسواق والمحلات التجارية والسراي الحكومي والحدائق والساحات، في ظل شبه انعدام للماء والكهرباء والغذاء".

وبحسب عليان فإن البيان يهدف إلى "إيصال صوت أهالي منبج الأبرياء إلى كل إعلامي ذي ضمير حي، بعد أن فرض التعتيم الإعلامي على الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا من قبل مختلف الأطراف".

وحذر الكاتب أنه في حال تجاهل هذه النداءات، "فإن مصير أهلنا سيكون مجزرة كبرى لم يحدث مثلها إلا نادراً في التاريخ البشري، حيث أن الأحياء التي تتقدم إليها ميليشيات قسد تتحول إلى تلال من الركام ويمكن للقلة ممن ينجو من القنص والألغام وقصف الطيران من هؤلاء، الهروب باتجاه مناطق سيطرة (قسد) ليواجهوا التشرد في البراري بعد أن أصبح الريف بأكمله عاجزا عن استقبال الأعداد المتزايدة من هؤلاء، فيما يجبر القسم الأكبر على النزوح إلى داخل المدينة - المكتظة أصلا بالسكان - وهكذا تتناقص المساحة بالتزامن مع تزايد النازحين إلى داخل المدينة، ما يجعل وقوع المجزرة حتميا فيما لو استمرت المعارك على هذا النحو" .

يذكر أن 23 مدنياً، استشهدوا اليوم الاثنين، في مجزرتين، ارتكبهما طيران التحالف الدولي جراء قصفه مدينة مبنج وقرية توخار، بريف حلب الشرقي.

بينما تدور معارك عنيفة داخل المدينة بين تنظيم "الدولة " و"قسد".

مقالات ذات صلة

في اليوم العالمي للطفل.. اكثر من 30 ألف طفل قتلوا في سوريا منذ 2011

انفجار دراجة نارية مفخخة على طريق الرقة - الحسكة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

"قسد" تحدد موعد انتخابات البلديات التابعة لها بريف ديرالزور

خسائر من قوات النظام بهجوم للتنظيم في الرقة

"التنظيم" يكشف عن عملياته شرق سوريا خلال الأسبوع الماضي