هل ينجح "الاتحاد الديمقراطي" بالحفاظ على مكتسباته في سوريا؟ - It's Over 9000!

هل ينجح "الاتحاد الديمقراطي" بالحفاظ على مكتسباته في سوريا؟

بلدي نيوز – الحسكة (كنان سلطان)
كسب حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ثقة دول التحالف الدولي، بعد أن قدم نفسه كحليف موثوق لدى الدول التي أعلنت حربها على "الإرهاب"، التي أدخلته في حلف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية راعية "الديموقراطية والرأسمالية"، على الرغم من كونه حزباً شمولياً يسارياً ماركسياً متشدداً، يضع "الكفاح المسلح" على رأس قائمة طرقه في تحقيق أهدافه، ويعتبر فرعاً لحزب مصنف كإرهابي ضمن العديد من القوائم الدولية، وبات هناك ميل واضح لدى الغرب للاعتماد عليه في الحرب ضد تنظيم "الدولة"، وشطب فكرة تسليح المعارضة السورية حتى المعتدلة منها.
هذا الأمر أتاح للوحدات الكردية، التوسع واحتلال مناطق تمتد من الحدود العراقية السورية شرقاً، وصولاً إلى ريف حلب، مروراً بشمال محافظة الرقة والتوسع جنوباً حتى الحدود الإدارية لدير الزور.
نفذت خلال هذا التمدد واحدة من أوسع عمليات التطهير العرقي في سوريا، والتي شملت المئات من القرى العربية، التي قصفها طيران التحالف بعد أن سلمت الميليشيات الكردية إحداثياتها على أساس أنها مواقع لتنظيم "الدولة".
عجز ميليشيات الوحدات الكردية عن دخول مواجهات برية حقيقية وتجنباً لوقوع خسائر بشرية في صفوفها، جعلها تتوجه لتجنيد باقي المكونات غير الكردية، بطرق متعددة منها الإغراء بالمكاسب والمناصب، والتجنيد الإلزامي، الأمر الذي أدى لإضافة سبب إضافي للسخط عليها، وعلى تصرفاتها في المنطقة التي تحتلها.
فيرى مراقبون أنه في ظل هذه المعطيات البالغة الأهمية، يسعى PYD للمحافظة على هذا المكسب الكبير -في بيئات لن تكون حواضن آمنة له مستقبلاً- من خلال الرهان على الدعم الكبير المقدم من دول التحالف.
في هذا الصدد، يقول الصحفي عبد الرحيم أسعد "حزب الاتحاد الديمقراطي لم يحقق هذه الانتصارات وهذا التوسع، إلا بمساعدة حلفائه، حيث كانت البداية مع النظام السوري، عقب انسحابه من مناطق معينة في الحسكة وتسليمها له، فضلاً عن الدعم والتنسيق العسكري الكبير معه، وما لبث أن تطور الأمر ودخل التحالف الدولي بقيادة أمريكا إلى جانب الحزب، في حربه ضد تنظيم الدولة".
وأضاف أسعد لبلدي نيوز "إصرار روسيا على حضور الحزب مؤتمر جنيف كممثل عن الأكراد، شكل دعامة مهمة له، وإذا استمر الحلفاء بتقديم الدعم، سيكون بمقدوره بناء كيان له في المنطقة قريباً".
 وأردف أسعد "لكن إذا ما تغيرت الموازين الدولية، فإن الحزب سيتأثر بذلك بشكل مؤكد، فلا قدرة له مادياً ولا عسكرياً، على تحمل أعباء كل هذه المناطق الجغرافية التي سيطر عليها، على الرغم من عدم إيلاء أية أهمية لأعداد القتلى الذين يسقطون في حربه، فقد خسر سابقاً الكثير في عمليات تل حميس وعين العرب، والآن في منبج"، منوها إلى أنه يقوم بتعويض ذلك عن طريق التجنيد الإلزامي، واستقدام عناصره من تركيا أو قنديل.
وأشار الصحفي السوري إلى أن حزب "pyd" كغيره من الأحزاب الديكتاتورية والشمولية القابضة على مفاصل الحياة، لا يستطيع أن يحكم دون دعم خارجي له، ولن يتمكن الحزب من الحفاظ على مكتسباته السياسية والجغرافية، إلا في حال استمر الدعم الدولي له من قبل حلفائه، وعلى رأسهم واشنطن".
من جهته، قال مصدر فضل عدم الإفصاح عن اسمه، "إن الاتحاد الديمقراطي (الذراع السوري للعمال الكردستانيPKK)، يسعى للحفاظ على ما تحقق له على الأرض السورية، بالاعتماد على شبكة علاقات مع مختلف القوى الكبرى الفاعلة في الملف السوري، فهذا الحزب لا يعتمد مبدأ ثابت في العلاقة مع أي طرف، لكن الثابت في المعادلة، هو اعتماده على أكثر من حليف، بالإضافة إلى تجيير كل ما على هذه الأرض لصالح مشروعه".
وأضاف المصدر، أن الحزب يستغل سطوته في مناطق سيطرته، ويفرض حالة تعبئة، تطال كافة شرائح المجتمع، ومن كافة الأعمار لزجهم في حربه، وأكد المصدر كذلك، أن أهم العقبات التي تواجهه في مناطق سيطرته هي اعتباره "قوة احتلال"، وعدم قبوله من الأهالي الذين سيثورون عليه عاجلاً أو آجلاً.

مقالات ذات صلة

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا

لماذا أعادت "قسد" تشكيل مجلس دير الزور العسكري