بلدي نيوز – درعا – (أبو كامل الحوارني)
أعلنت القيادة العسكرية للجبهة الجنوبية، أمس الأحد، توقف معركة عاصفة الجنوب، بعد استمرارها ما يقارب الثلاثة أشهر ونيف، تخللها ثلاث محاولات شرسة، لاقتحام مركز محافظة درعا من عدة محاور لكن دون تحقيق النتائج المطلوبة.
وكانت معركة عاصفة الجنوب بدأت في حزيران/ يونيو الماضي، بعد مناشدات مدنية وإعلامية لتحرير درعا المدينة، فشكلت على إثرها غرفة عمليات ضمت جميع التشكيلات العسكرية في المنطقة الجنوبية، حيث بدأت بهجوم الجيش الحر من خلال خمسة قطاعات، على مواقع قوات النظام، مستخدمين كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إلا أن المعركة توقفت بعد ثلاثة أيام فقط، بسبب سوء التنسيق بين كتائب الثوار المشاركة في العملية.
وحققت المعركة اختراقات في تحصينات قوات النظام في مدينة درعا، وسيطرت على تل الزعتر الواقع على طريق درعا – الضاحية، بالإضافة للسيطرة على حاجز الكازوز، وعدة حواجز على محور درعا – اليادودة، وكان لجبهة النعيمة الاختراق الأقوى، وذلك بعد قيامهم بتفجير مبنى الخميني وعدة تحصينات للنظام عبر سيارات مفخخة مُسيرة عن بعد، كما دمر الثوار فيها عدداً من مراكز النظام الأمنية داخل المدينة، فضلاً عن مقتل العشرات من جنود النظام في التفجيرات أو الاشتباكات.
ويعزو أبو يامن، أحد ناشطي محافظة درعا، توقف معركة عاصفة الجنوب إلى إصرار الفصائل على الخطأ ذاته وهو عدم التنسيق فيما بينهم، مضيفاً في حديث لبلدي نيوز أن معركة مدينة درعا حاسمة ومصيرية في المحافظة، التحضير لها كان جيداً، لكن افتقادنا للخطط العسكرية المحنكة كان من أهم أسباب فشل المعركة.
من جهته، يرى الناشط مهند الحوراني أن الثقة لا تزال موجودة بالقدرة على التحرير، فعشرات المواقع العسكرية الضخمة كتل الحارة والتلول الحمر والجموع وغيرها من تحصينات جغرافية وعسكرية منيعة تم تحريريها، مشيراً إلى إن الثقة موجودة بثوار درعا لقلب الطاولة على النظام، لكن في الوقت المناسب لذلك.
يشار إلى أنه، استشهد خلال معركة عاصفة الجنوب 116 من الثوار، وأربعة شهداء من الإعلاميين، إضافة لارتكاب النظام عشرات المجازر في بلدات في المحافظة، من خلال قصفها بالبراميل الصواريخ المتفجرة.
وتضم غرفة عمليات عاصفة الجنوب جميع تشكيلات الجبهة الجنوبية، والتي يتم دعمها دولياً، وتصنف على أنها معارضة معتدلة، ومن أهم هذه التشكيلات (لواء توحيد الجنوب، جيش اليرموك، فرقة فجر الإسلام، فرقة فلوجة، حوران، لواء المعتز بالله، فرقة فجر التوحيد، فرقة شباب السنة، فرقة المغاوير)، فضلا عن مشاركة حركة المثنى الإسلامية ضمن المعركة.