تعاون أمريكا مع روسيا للتهرب من القضية المركزية في سورية! - It's Over 9000!

تعاون أمريكا مع روسيا للتهرب من القضية المركزية في سورية!

أتلانتيك كانسل – (ترجمة بلدي نيوز)
إن المقالة الافتتاحية التي ظهرت مؤخراً في صحيفة لوس أنجلوس تايمز والداعية الى تعاون أمريكي مع روسيا في سوريا، قد تكون بالنسبة لمذكرة المعارضة للسياسة الأمريكية في سورية والتي قدمها 51 من العاملين في وزارة الخارجية" مسألة "محبطة" لكون الإدارة الأمريكية لا زالت ترى أن إمكانية التعاون مع موسكو في سوريا أفضل من محاولة الإطاحة بالأسد من خلال القيام بعمل عسكري، وعلى خطى الإدارة الأمريكية التي فشلت بسياستها التي لا زالت تدعمها في سوريا، فإن هيئة تحرير الصحيفة قامت بانتقاء "رجل القش" لإثبات وجهة نظرهم، ولكن الدبلوماسيين ال 51 وموظفي الخدمة المدنية، لم يدعوا إلى تغيير النظام بالقوة، بل كانت مذكرتهم تركز على حماية المدنيين، وتمكين الدبلوماسية من تنفيذ وقف حقيقي للأعمال العدائية.
إن اللجوء إلى الاستشهاد برجل القش "أوباما" قد يكون فعالاً، فالرئيس الأمريكي ومؤيدي سياسته في سوريا يفتحون الباب على مصراعيه لمشاعر الرأي العام، عندما يشيرون إلى التهديد الحقيقي لاستخدام القوة العسكرية، والاستعاضة عنها بالاستخدام الحكيم للسياسة بما يتعلق بالقضية السورية، إذ أنهم يرون بأن التدخل العسكري والدعوة للغزو والاحتلال والتملك التام، هو تكرار حرفي لفشل العراق، وحرب محتملة مع روسيا، ومن المخيب للآمال بأنه لا الإدارة الأمريكية ولا مؤيديها يسعون لنقد مذكرة المعارضة بأسسها الموضوعية، بل إنهم يقومون للجوء إلى رجل القش للإقرار بأن الجوانب الموضوعية موجودة ولكنها غير واردة بتلك السهولة.
لقد ارتكز المعارضون الـ 51 على تلك النقاط التي استخدمت مراراً وتكراراً من قبل كبار المسؤولين في حكومة الولايات المتحدة، وحكومات الحلفاء والأصدقاء، وحتى الأمم المتحدة، على مدى السنوات القليلة الماضية: إذ أن التحدي في سوريا يكمن أيضاً في هذه السياسة المتخذة عمداً وعلناً بإزاحة إمكانية توجيه تهديد حقيقي باستخدام القوة العسكرية، والتي أثبتت بكونها أسوأ من "غير مجدية"، حيث تقوم بتشجيع الأطراف المتورطة بعمق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لتقوم بالأسوأ من ذلك في كل أشكاله، ذلك النهج السياسي الذي يخلو من أي نفوذ، والذي لا يقدم حتى أي شيء يكاد يقترب من عبارة "وإلّا".
عندما قام نظام الأسد بكل حماس وبتمكين من قبل الروس والإيرانيين بتنفيذ سياسته المركّزة على فرض العقاب الجماعي على المدنيين والقتل الجماعي، فإن ذلك يخلق أكثر من مجرد رجس لاإنساني، إذ أنه وبسياسته تلك يفرض على المدنيين الهجرة الجماعية، جاعلاً القضية متعلقة بتنظيم "الدولة" باعتباره النموذج البديل للحكم، ثم يقوم نظام الأسد وداعميه مباشرة في ضرب المصالح السياسية والأمنية الغربية عبر الأطلسي.
إن مذكرة معارضي وزارة الخارجية الـ 51 والمبنية على واقع مركزي تشير إلى أنه "لطالما يستمر العقاب الجماعي والقتل الجماعي بكونه سياسة مستفادة من قبل النظام السوري، فإن الأزمة ستتعمق وستبقي أي محادثات سلام سورية ذات المغزى، بعيدة المنال"، كما أن المسؤولين لم يشيروا فيها لـ"محاولة الإطاحة بنظام الأسد من خلال عمل عسكري أمريكي". ولكنهم يرون "أن ثمة جدوى في الاستخدام الأكثر حزم للدور العسكري للولايات المتحدة في سوريا، على أساس الاستخدام الحكيم للمواجهة باستخدام الضربات الجوية، والتي من شأنها أن تؤسس لوجود سياق أكثر واقعية في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في العملية الدبلوماسية".
ويمكن للمرء تفهم النقد ذو الصلة بتلك المذكرة دون أي تشويه لما قاله أولئك الـ 51 المخلصين، الوطنيين، والشجعان من موظفي وزارة الخارجية، فقد تم التناقش على سبيل المثال، بأنه كان من الأفضل لو لا يتم ذكر أي تدابير عسكرية محددة، فالمهم بشكل حيوي لنجاح الدبلوماسية والدفاع عن الحلفاء والأصدقاء هو أن تقوم الولايات المتحدة بتسجيل هدفها بتراتبية بالنظر لمسائل الأمن القومي، لتعلن بوضوح عن رغبتها في جعل بشار الأسد يفهم بأن هناك ثمن باهظ سيقوم بدفعه في كل مرة سيختار فيها سياسة القتل ضد المدنيين، وبمجرد وضوح نية الرئيس الأمريكي وتعريفه لهدفه، يتعين عليه الحصول على خيارات التنفيذ المباشر واستعراضها، حيث أن كل منها سيتضمن تقييما للآثار المترتبة والمخاطر، إذ ستحتل رأس تلك القائمة خيارات المواجهة المباشرة، واستخدام الضربات الجوية، ولكن مفتاح الحل لأي شيء قد يحدث قد يؤدي لتمكين الدبلوماسية الفعالة هو وضوح نية الإدارة الأمريكية، لوضع حد لذلك المستفيد من حملات القتل العشوائي الممنهجة.
وليس هنالك من خطأ في السعي نحو التعاون الروسي لتحقيق نهاية للكارثة السورية، بطرق قد تيسر رحيل الأسد وتنظيم "الدولة" الوجهان لذات العملة الإجرامية والإرهابية، تلك العملة التي تسببت بالبؤس البشري السحيق، ويصعب حصرها، من العواقب السياسية السلبية غير المتعمدة.
إن أنصار سياسة الإدارة الأمريكية، أحرار في اختبار الحقيقة، والسلوكيات الموثقة لروسيا وإيران ونظام الأسد، والمجادلة بأن التطورات الدبلوماسية ستحقق النتائج المرجوّة، والذين يفضلون عدم وجود أي تهديد حقيقي للقوة العسكرية الأمريكية، القابعة في خلفية المشهد، دون تقديم أي حماية للمدنيين السوريين من يد الذبح الجماعي والعشوائي التي تطالهم، إنهم أحرار للمجادلة بأن التكاليف البشرية والسياسية، والتي تتحملها الولايات المتحدة أساساً من قبل الآخرين، تبرر احتمال انفراج العلاقات مع إيران وعدم الميل نحو استفزاز روسيا.
في الواقع فإن الإدارة الأمريكية ومؤيديها في السياسة السورية، أحرار تماماً بتوظيف جيش من "رجال القش" والساسة المتقهقرين حتى لو انعدمت كفاءتهم، ولكن الفوز في هذه المعركة لا يكون بالتملص من القضية الأساسية في الأزمة السورية، والتي بيّنها بوضوح 51 من المسؤولين الذين قاموا بكل تفانٍ وإخلاص بتنفيذ سياسات كانوا يعلمون مسبقاً بكونها معيبة والتي لن تقود في النهاية لأي شيء يذكر، إن تلك المخاطرة المهنية التي قاموا بها بتوقيعهم للمذكرة المعارضة لتلك السياسات الفاشلة والممارسات، والتي تلزم بشكل مثالي أولئك الذين يختلفون مع توصياتهم بتوظيف قدر من الصدق.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا