بلدي نيوز – (خاص)
أعلن تنظيم "الدولة" عن إسقاطه مروحية هجومية يوم الجمعة، ليتلوها نشر مقطع يصور اللحظات الأخيرة للطائرة قبيل سقوطها، لتعترف روسيا بسقوط مروحية mi25 وتقر بمقتل الطيارين على الفور.
ففي حين تتكتم روسيا عن خسائرها في سوريا، وتحاول التملص منها بجميع الأساليب، يبدو أن التنظيم استطاع أن يثبت أنه من أسقط الطائرة، وليس أي شيء آخر.
فقبل أسابيع سقطت حوامة روسية في بادية حمص من نوع mi28، لتقول روسيا أنها سقطت بسبب عطل فني، أو حتى بسبب الظلام، مع أنها تسمى "الصياد الليلي"، ومخصصة للعمليات الليلية! لكن هذه المرة يوجد فيديو يظهر تعرض الطائرة للإصابة وسقوطها.
حيث يظهر في الفيديو بوضوح انفجاراً في القسم الخلفي للحوامة نجم عنه انكسار المروحة الخلفية، مع جزء من الذيل وسقوط الطائرة بعد فقدان السيطرة عليها، هذا الانفجار نجم عن صاروخ بالتأكيد، وليس حتى عن قذائف مدفعية مضادة للطائرات.
ففي اللحظة التي تلت الانفجار يظهر خط دخان، قادم باتجاه الطائرة يكشف عنه وهج الانفجار، حيث يبدو الخط موازياً تقريباً لمستوى الطائرة، ما يعني أنه صاروخ مضاد للطائرات، أطلق على الطائرة من الخلف، لينفجر بقربها في أضعف نقاطها ويسقطها، فمنطقة الذيل تعتبر أقل المناطق تدريعاً في بدن الطائرة، وأكثرها حساسية.
لماذا Mi25!
ليس الغريب إسقاط الطائرة بحد ذاته، لكن الغريب هو أن نوع الطائرة ليس من المخصص للخدمة في القوات روسية "حسب ما صرح به الروس"، بل هي من النسخ التصديرية مخفضة المواصفات، التي يستخدمها النظام منذ أعوام ضد السوريين.
حيث يؤكد نوع الطائرة من الرشاش الدوار في مقدمة الطائرة، والذي يظهر خلال إحدى لقطات الفيديو.
فالروس نشروا حوالي العشرين من حوامات mi24 وmi28 وكاموف 52، والتي تعتبر كلها من الحوامات التي تسعى روسيا لتسويقها عبر الحرب السورية، ولكنهم خسروا ستة حوامات حتى الآن، حسب ما أثبت عبر أكثر من طريقة، سواء بالقصف على الأرض أو بالإسقاط.
استخدام الروس للطائرات التي عند النظام يعتبر حدثاً غير مبرر فعلياً، خصوصاً أنها متخلفة نسبياً، وليسوا بحاجة للطائرات.
لكن الفيديو يظهر أن الطائرة ربما تكون قد تعرضت لشكل من أشكال التحديث، بسبب ظهور ما يبدو أنه عناصر إضافية على جانبي محركي الطائرة، والتي لا يعرف عن وجودها على طائرات النظام سابقاً.
ما يعني أن الروس ربما كانوا يحدثون مروحيات النظام الهجومية المتبقية لديه، بهدف رفع قدراتها، خصوصاً بسبب الحاجة الكبيرة لها في منطقة شرقي حمص، حيث تعتبر السلاح الأكثر فاعلية لدى الروس والنظام ضد التنظيم.
فربما أسقطت الطائرة خلال عملية تجريب ميدانية بطيارين روس بعد تحديثها، حيث تحدثت وزارة الدفاع الروسية أن الطيارين هما "مدربان"، وأنهما كانا في طلعة تجريبية مسلحة للطائرة عندما اسقطت، حسب وكالة تاس الروسية.
صاروخ حراري
أصيبت الطائرة بصاروخ حراري مضاد للطائرات، الأمر الذي يعتبر حدثاً مهماً وله انعكاسات كبيرة.
فروسيا ستستخدم الموضوع للقول إن طائرتها أسقطها "الارهابيون" بصاروخ حصلوا عليه كدعم من الغرب!!، ما يعني أنها ستكون ذريعة لمنع وصول أي سلاح مضاد للطائرات للثوار، بحجة وصوله لأيدي الإرهابيين، وحتى الضغط لمنع وصول أي سلاح لهم، بحجة أن هذه الأسلحة تصل في النهاية ليد "الإرهابيين".
إلى ذلك لا يعتبر وجود الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، أمراً غريباً بيد التنظيم، فقد سيطر على العشرات من مستودعات الأسلحة، التي يوجد في بعضها صواريخ محمولة على الكتف ممكنة الاستخدام، ويبدو أن التنظيم بعد الأثر السلبي الذي تسبب به هذه الطائرات على قواته وبخاصة في البوادي المفتوحة، فقد طور تكتيك استهداف الطائرات ليصبح استهدافها من الخلف بدل الأجناب، وبخاصة عندما تسير بشكل خطوط مستقيمة.
مأزق حقيقي
الروس واقعون في مأزق حقيقي، فإذا تكررت علميات إسقاط الطائرات بهذا الشكل، فسيضطرون لتغيير أسلوب استخدامهم للحوامات في بادية حمص، وربما ايقافها، فالمروحيات الهجومية التي يستخدمونها تستخدم الأرض والتضاريس والحركة المرنة، للتملص من الأسلحة المضادة للطائرات، وبخاصة الصواريخ الحرارية، إضافة لمجموعة من التجهيزات التي تشوش على هذه الصواريخ، ومنها البالونات الحرارية وأجهزة التشويش المركبة على بدن الطائرة.
ما يعني أن فشل منظومات التشويش والتكتيكات المستخدمة سابقاً، سيدفع الروس لاستخدام تكتيكات النظام بالقصف من ارتفاعات عالية، تجنباً للدفاعات الجوية، ما سيخفض فاعلية الحوامات الروسية كثيراً وسيسبب انخفاضاً في القدرات النارية لقوات النظام، ما سيسمح للتنظيم بالتقدم أكثر في البادية السورية وربما يأخذ مدينة تدمر مجدداً.