بلدي نيوز
أكد إبراهيم برو، عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي في سوريا، أمس الثلاثاء، أن التهديدات التركية اتجاه مناطق سيطرة "قسد" لازالت قائمة في ظل التفاهمات بين اللاعبين الكبار، واستهتار إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" وسياساتها الفاشلة.
ونقل موقع "باسنيوز" عن إبراهيم برو، قوله إن "التفاهمات الروسية - التركية حول الوضع السوري العام وشمال سوريا بشكل خاص تعود إلى عام ٢٠١٧ مع انطلاقة مجموعة أستانا (روسيا - تركيا - إيران)، وما تسمى بمناطق (خفض التصعيد) كلها تندرج ضمن مخرجات أستانا، وحتى تاريخه يتم التأكيد في مؤتمرات هذه المجموعة على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وهنا المقصود لدى الروس هو جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) وبعض الفصائل الإسلامية المتطرفة، فيما المقصود عند تركيا هو حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)".
وأضاف "لكن هذه التفاهمات ليست مع روسيا فقط، بل هناك تفاهمات تركية - أمريكية جرت أواسط عام 2019 تم بموجبها دخول الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا إلى رأس العين، وتل أبيض كمرحلة أولى، على أن تلتزم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالخروج النهائي من جميع المناطق المحاذية للحدود التركية بعمق 32 كم".
وأشار برو إلى أن "التفاهمات الأمريكية التركية - لاتقل أهمية عن الروسية - التركية، فاللاعبون الثلاثة لهم دور مؤثر ومحوري في الملف السوري وهناك تقاطع مصالح وأوراق ضغط لكل طرف تستثمره في غياب جدية المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية".
وتابع بالقول "لذلك تبقى التهديدات التركية جدية في ظل تقلّص الاهتمام الأمريكي بالوضع السوري العام، والمعطيات تشير إلى أن هناك أولويات أخرى للمصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما يعطي دورا مهما ورئيسيا للروس تجاه الحل السوري، مع التأكيد بأن أمريكا لها مصالح استراتيجية مع تركيا (حليف الناتو)، وهناك قضايا وملفات مهمة خارج الجغرافيا السورية كفيلة بعدم التصادم بينهما، ولم نسمع يوماً بوعود أمريكية صريحة بعدم قبول التدخل التركي".
وأردف برو "كذلك روسيا ستحاول دائما إيجاد علاقة جيدة بين تركيا والحكومة السورية، وهي دولة عظمى تجيد وتتقن سياسات التوازنات والمصالح، فروسيا خسرت الكثير في الشرق الأوسط، لذا سوريا بالنسبة لها قلعة استراتيجية لن تخرج منها صفر اليدين".
وأوضح أن "تركيا تربطها مع سوريا حدود بطول900 كم تقريباً، وهي تؤكد منذ الثمانينات بأن أمنها القومي مهدد بوجود تنظيم (بي كي كي) ووقعت اتفاقية أضنة 1998 مع النظام السوري لملاحقة (بي كي كي) بعمق 5 كم بالإضافة إلى تفاهمات أمنية بين الطرفين".
وأكد أن "حزب (ب ي د) وكذلك إدارته الذاتية، يقدم نفسه بأنها جزء من منظومة (بي كي كي) وبشكل صريح، ويطلب من العاملين لديه ويرغم المواطنين للخروج بمظاهرات ترفع فيها صور أوجلان وأعلام حزب (بي كي كي) دون أية إشارة للحقوق الكوردية، وكذلك تصريحات قيادات (ب ي د) وتفريعاته تؤكد بالدليل القاطع بأنه جزء عضوي من منظومة (بي كي كي) وهذا ما تستغله تركيا وتعطي لنفسها مبررات التدخل وحماية حدودها من تنظيم مصنف لديها ولدى واشنطن بالإرهاب".