رغم انطلاق قطار التطبيع … لا أحد يريد مصافحة "الأسد" - It's Over 9000!

رغم انطلاق قطار التطبيع … لا أحد يريد مصافحة "الأسد"


بلدي نيوز

حاول نظام بشار الأسد فك العزلة الدبلوماسية الذي يعيشه منذ 2011، رغم العقوبات المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة وسنوات العنف الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف وهجرة الملايين. فبعد التقارب الخفيف مع الجارة الأردن والدور المحوري الذي لعبته لحل مشكلة الوقود التي تعرضت إليها الجارة الأخرى لبنان، عاد النظام إلى شبكة الإنتربول. فهل باتت نهاية العزلة قريبة لنظام الأسد؟

وأكد أرون لوند، المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والعضو مشارك في مؤسسة "سانتوري: "في الحقيقة، بعض الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا بشكل سري وعلى مستويات سياسية منخفضة. والحكومات التي تريد اليوم التقرب جهرا من النظام السوري كانت تريد القيام بذلك منذ زمن بعيد. في المنطقة، الكل أدرك أن بشار الأسد ربح الحرب، وبالتالي يجب فتح قنوات إتصال معه".

عامل آخر ساعد دولا أخرى إلى الركض وراء التطبيع مع سوريا، وصول جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، دائما حسب أرون لوند الذي أكد أن: "أوباما وترامب مارسا ضغطا شديدا على هذه الدول لكي لا تطبع علاقاتها مع دمشق. لكن لم يعد الأمر كما كان في الماضي".

من جهة أخرى، بدا التقارب الأمريكي السوري جليا، إذ تجسد عبر الضوء الأخضر الاستثنائي الذي أعطته واشنطن لدمشق لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية بالرغم من العقوبات.

وأضاف دافيد ريغوليه روز، وهو باحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسية ومختص في شؤون الشرق الأوسط: "سفيرة الولايات المتحدة في بيروت وافقت على مبدأ إيصال الوقود إلى لبنان عبر خط الأنبوب العربي الذي يمر عبر سوريا قادما من مصر والأردن. وبمنحها هذه الرخصة، تكون السفيرة قد علقت ضمنيا ولوقت محدد على الأقل العقوبات التي فرضت على سوريا في إطار قانون" قيصر".

وأضاف "الهدف وراء ذلك، منع إيران من أن تقول بأنها هي التي أنقذت لبنان مع حزب الله من محنة الوقود التي تعرض إليها. أما فيما يتعلق ببشار الأسد، فهو بالتأكيد سيوظف هذا التغيير الأمريكي في الموقف ليذكر للمجتمع الدولي بأنه لا يستطيع أن يستمر في إبقاء نظامه خارج اللعبة السياسية.

ويسعى بشار الأسد إلى العودة إلى صفوف الجامعة العربية التي تعتبر سوريا إحدى مؤسسيها. وحول هذه النقطة قال أرون لوند: "الدول المؤثرة في الجامعة العربية باستثناء السعودية، تتشاطر فكرة عودة سوريا إليها. ولن أشعر بالدهشة في حال عادت سوريا إلى صفوف الجامعة في العامين المقبلين، خاصة في حال أظهرت نية حسنة إزاء بعض الملفات، كإطلاق سراح المعتقلين أو تقديم ضمانات للاجئين السوريين في الخارج الذين يودون العودة إلى بلادهم والذي يبلغ عددهم نحو ستة ملايين شخص".

وتحاول مصر، وهي من بين أبرز أعضاء الجامعة العربية، تعبيد الطريق أمام سوريا للعودة إلى الجامعة العربية رغبة منها في التصدي للتأثير الإيراني في المنطقة.

وتابع دافيد ريغوليه روز: "الروابط بين سوريا وإيران قوية جدا. فوز بشار الأسد في الحرب كان بمساعدة إيران. بالمقابل، ما زال البعض يعتقد أن الاستمرار في نبذ بشار الأسد يعني دفعه إلى التقارب أكثر مع إيران. فهذه الدول تتحدث بإصرار عن عروبة سوريا بهدف إضعاف الجانب الإيراني".

العامل الآخر الذي يشير إلى أن سوريا بدأت تعود تدريجيا إلى المجتمع الدولي، انضمامها من جديد إلى شبكة الإنتربول الدولية لتبادل المعلومات.

لكن بعض المراقبين يقللون من أهمية عودة سوريا إلى اللعبة السياسية الدولية. فحسب أرون لوند: "لا يريد أحد التقاط صورة مع بشار الأسد أو مصافحته. فإضافة إلى السمعة السيئة التي يتمتع بها، هناك عوائق أخرى تحول دون تطبيع سوريا لعلاقاتها مع المجتمع الدولي، لاسيما مع واشنطن والاتحاد الأوروبي".

منذ 2020، أصبح قانون "قيصر" يسمح لبعض المتعاملين والشركات التعامل اقتصاديا مع سوريا. فيما تريد الدول المجاورة لهذا البلد تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق. لكن لغاية اليوم لم يتم الإعلان عن أي تخفيف للعقوبات الأمريكية ضد سوريا لأن القرار قد يكون مكلفا سياسيا للرئيس جو بايدن.

 

المصدر: فرانس برس

مقالات ذات صلة

"النواب الأمريكي" يصوت على قانون "الكبتاغون 2"

قسد تعتقل ثلاثة موظفين في الهلال الأحمر ، فما السبب؟

"الدفاع التركية" تلعن استهداف عناصر من "قسد" في سوريا

بما علق نظام الأسد على الهجمات الإيرانية على إسرائيل

تنسيق بين بيروت ودمشق لوضع خطة جديدة لعودة اللاجئين السوريين

مقتل شخصين من المهربين على الحدود الأردنية السورية