بلدي نيوز
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد 26 أيلول/سبتمبر، إن الجيش التركي لن يحلّ مكان القوات الأمريكية إذا فكرت الأخيرة الرحيل من سوريا.
وأضاف أردوغان، خلال لقاء صحفي أجرته شبكة "سي بي إس" الأمريكية، "أن بلاده تود أن ترى القوات الأمريكية تنسحب من سوريا والعراق، تماما كما غادرت أفغانستان قبل ذلك".
وتابع قائلا "إذا أردنا إحلال السلام في العالم، فلم يعد هناك أي جدوى من البقاء في هذه المناطق من العالم، يمكننا ببساطة منح هذه الشعوب وهذه الإدارات الفرصة لاتخاذ قراراتها".
وفي سؤال وجهته الشبكة الأمريكية لأردوغان بخصوص نية أنقرة أن تحل مكان تواجد القوات الأمريكية في سوريا، قال "دعني أقول بوضوح تام وصدق: لن نبقى أبدا حيث لا يريدوننا أن نبقى، ولن نكون حاضرين أبدا حيث لا يتم الترحيب بنا".
ودعا مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، في 14 أيلول الحالي، الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبني مسار جديد في سوريا، أقرب إلى السوريين ويضمن عودة المهجرين منهم، معتبرا أن الأدوات واضحة لتحقيق ذلك المسار.
وقال مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشره على صحيفة يني شفق التركية، إن مسار واشنطن الجديد في سوريا، يعتمد على تأسيس إدارة سياسية جديدة متصالحة مع الشعب، تضمن عودة السوريين في الشتات إلى أراضيهم ووطنهم، أما الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك فهي واضحة للغاية.
وبيّن أن واشنطن ضعيت فرصة تاريخية بسوريا "عندما تحولت مغامرتها في سوريا إلى مسار مختلف تماما. حيث أنها من خلال الدعم الذي أغدقت به على تنظيم إرهابي ضد دولة حليفة لها مثل تركيا، فإنها باتت بعيدة عن الشعبين السوري والتركي في آن واحد".
وقال إن "مغامرة الولايات المتحدة في سوريا لن تجلب لها أي منفعة على الإطلاق، تماما كما حدث في أفغانستان والعراق، لأنها مغامرة تتعارض مع الحقائق الاجتماعية لهذه الجغرافيا. وإن مصير أي نظام تؤسسه هناك عبر عمليات ديمغرافية أو عبر دعم تنظيم إرهابي ضد تنظيم إرهابي آخر؛ سيكون الفشل فقط".
وأضاف "أن السياسة والوعود والممارسات التي قامت ولا تزال تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا إلى الآن، لم تجلب لها أو لأحد أي منفعة، وفشلت في تقديم حلول. لكن إذا كانت تريد الإسهام في الحل بالفعل أو حماية سمعتها الخاصة والحفاظ عليها على الأقل، فليس عليها سوى الابتعاد عن المسار الذي لا تزال فيه. وبذلك فقط قد تستعيد صورتها وسمعتها التي دُمّرت في أفغانستان والعراق".